الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

غزة تنتصر.. وقف متبادل لإطلاق النار والاحتفالات تعم أرجاء فلسطين

غزة تنتصر.. وقف متبادل لإطلاق النار والاحتفالات تعم أرجاء فلسطين

شارك القصة

فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، انطلق الفلسطينيون في الشوارع احتفالًا بانتهاء العدوان الإسرائيلي، وانتصار المقاومة الفلسطينية
فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، انطلق الفلسطينيون في الشوارع احتفالًا بانتهاء العدوان الإسرائيلي وانتصار المقاومة الفلسطينية (غيتي)
قبيل حلول موعد وقف إطلاق النار، أصدرت فصائل المقاومة تحذيرات للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة جهوزيتها للرد على أي عدوان في حال قرر خرق الهدنة.

نجحت فصائل المقاومة الفلسطينية بقوة ضربات صواريخها بإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد 11 يومًا من الغارات الوحشية.

وبدأ سريان وقف إطلاق النار، بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، عند الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة، بتوقيت القدس.

وفور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، انطلق الفلسطينيون إلى الشوارع احتفالًا بانتهاء العدوان الإسرائيلي، وانتصار المقاومة الفلسطينية.

وأفاد مراسل "العربي" في غزة بأن مسيرات احتفالية عمّت شوارع القطاع، فيما سُمِعت أصوات الأعيرة النارية والمفرقعات، كما أطلقت سيارات الإسعاف صافراتها احتفالًا بوقف إطلاق النار.

وكانت الصورة مشابهة في الضفة الغربية المحتلة، حيث عمّت الاحتفالات مدن الضفة، بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

ورصدت كاميرا "العربي" خروج مسيرات في مدينة رام الله، حيث ردّد الأهالي الشعارات الداعمة لقطاع غزّة وللمقاومة الفلسطينية.

اللحظات الأخيرة قبل الهدنة

وشهدت الدقائق الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ على مستوطنات غلاف قطاع غزة، ردًا على غارات قامت بها قوات الاحتلال على القطاع.

وأفاد مراسل "العربي" في غزة، عبد الله المقداد، بأن الدقائق الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على القطاع، قبل وقف إطلاق النار عند الثانية فجرًا، مرّت صعبة على المواطنين، بعد غارات قامت بها قوات الاحتلال.

من جهته، أفاد مراسل "العربي" في عسقلان، أحمد جرادات، أن صافرات الإنذار دوّت في عدد من مستوطنات غلاف قطاع غزّة.

"إن عدتم عدنا"

وقبيل حلول موعد وقف إطلاق النار، أصدرت فصائل المقاومة تحذيرات للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة جهوزيتها للرد على أي عدوان في حال قرر خرق الهدنة.

وحذرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" إسرائيل من ارتكاب أي عدوان قبل سريان وقف إطلاق النار. وقال الناطق العسكري أبو عبيدة: إن كتائب القسام حضرت لضّربة صاروخية تغطي كامل إسرائيل.

وأوضح أبو عبيدة، في كلمة له: "إننا كنا قد أعددنا ضربة صاروخية كبيرة تغطي فلسطين من الشمال إلى الجنوب، لكننا استجبنا للوساطات العربية لوقف إطلاق النار".

وأكد الناطق العسكري باسم كتائب "القسام"، أن الكتائب علّقت هذه الضربة الصاروخية لمراقبة سلوك الاحتلال الإسرائيلي. وشدد أبو عبيدة على أن وضع هذه الضربة حيز التنفيذ، يحدده التزام العدو بالهدنة.

من جهته، شدد المتحدّث باسم سرايا القدس، أبو حمزة، على أن المقاومة الفلسطينية سترد على أي "خرق صهيوني" قبل أي دقيقة من الساعة المعلنة لوقف إطلاق النار على قاعدة "إن عدتم عدنا".

واشنطن.. ترحيب بالهدنة وانحياز لإسرائيل

ورحّبت الولايات المتحدة الأميركية باتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلنت عنه إسرائيل والتزمت به فصائل المقاومة الفلسطينية، بجهود مصرية.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه أجرى اتصالات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى وقف إطلاق نار غير مشروط. وأوضح بايدن أن الفصائل الفلسطينية وافقت على هذا الاتفاق.

وأدان بايدن "الهجمات الصاروخية التي راح ضحيتها عدد من الإسرائيليين"، مشددًا على أن أميركا ملتزمة بالدعم الكامل لإسرائيل، وحريصة على تطوير نظام القبة الحديدية.

جهود مصرية لوقف إطلاق النار

وكان مراسل "العربي" قد أفاد، ليل الخميس، بأن المجلس الأمني الوزاري الإسرائيلي المُصغّر (الكابينت) وافق على إعلان وقف لإطلاق نار متبادل ومتزامن يدخل حيّز التنفيذ في الثانية فجرًا بالتوقيت المحلي.

وأشار التلفزيون المصري ليلًا إلى "نجاح الجهود المصرية لوقف إطلاق النار في غزة"، مضيفًا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بإرسال وفدَين أمنيَين لإسرائيل والأراضي الفلسطينية للعمل على تثبيت الهدنة.

بدوره، أكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو لـ "العربي" التزام الحركة بالمقترح المصري لوقف إطلاق النار بشكل متبادل ومتزامن.

ولفت المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب لـ"العربي" إلى أن الجهود المصرية قادت إلى إعلان قبول الاحتلال بوقف إطلاق للنار.

وقال شهاب: "حققنا انتصارًا كبيرًا على الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح للقدس درع ورجال يحمونها".

232 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة

وفي اليوم الحادي عشر للعدوان على غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الضحايا إلى 232 شهيدًا، بينهم 65 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًّا، إضافة إلى أكثر من 1700 جريح.

وفي الضفة الغربية، استُشهد 28 فلسطينيًا، بينهم 4 أطفال، وأصيب نحو 7 آلاف، خلال مواجهات مع جيش الاحتلال استخدم خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.

وحتى مساء الخميس، استمرّت الغارات الاسرائيلية على القطاع، كما أطلقت الزوارق المعادية نيرانها باتجاه شواطئ القطاع، في وقت أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخها باتجاه مستوطنات غلاف غزة.

واستهدف الاحتلال الإسرائيلي مناطق عدة وأحياءً سكنية في المناطق الشمالية من القطاع، باستخدام أنواع جديدة من الصواريخ لا تُخلف أصواتًا مرتفعة، بينما تُحدث ارتجاجًا في البيوت والمساكن لحظة انفجارها.

خسائر غزة المادية من العدوان 

وأدى العدوان الإسرائيلي إلى تضرّر 18600 وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي، ما تسبّب بنزوح أكثر من 120 ألف فلسطيني من منازلهم.

كما لم يستثنِ العدوان المدارس في القطاع، حيث تضرّرت 46 مدرسة حكومية وخاصّة، الأمر الذي سيؤدي إلى أعباء جديدة في قطاع التعليم.

وبلغت قيمة الأضرار والخسائر الأولية التي تكبّدها القطاع الزراعي في غزة 27 مليون دولار جرّاء العدوان.

وكشف رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم أن العدوان تسبّب في نقص كميات المياه المزودة للمنازل بنسبة 50%.

وفي الضفة الغربية، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الخميس، حملة اعتقالات في محافظتي الخليل ونابلس بالضفة الغربية المحتلة، طالت عددًا من قيادات ونشطاء حركة "حماس".

كما استُشهد فلسطيني من بلدة أم دار جنوبي مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة صباح الخميس، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل يومين في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة طورة، فيما دعت القوى الوطنية والإسلامية والتجمعات الشبابية إلى اعتبار يوم الجمعة  يومًا "للنفير العام".

استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية

واستهدفت "سرايا القدس" الخميس قواعد "العين الثالثة" "ونيرعوز" شرق خان يونس برشقة صاروخية وقذائف الهاون.

وأصيب جندي إسرائيلي بشظايا صاروخ مضاد للدروع أطلقته "كتائب القسام" من غزة، على حافلة عسكرية قرب قاعدة "زيكيم" العسكرية الإسرائيلية شمال القطاع.

كما استهدفت "القسام" قاعدة "تسيلم" البرية برشقة صاروخية، بينما قصفت كتائب "أبو علي مصطفى" تجمعًا لآليات وحشود الاحتلال شرق خان يونس بقذائف الهاون الثقيل.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close