تتعمق المأساة الإنسانية بحدة في غزة، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لوقفٍ قريبٍ للعدوان الإسرائيلي على القطاع الذي انعدمت فيه جميع أسباب الحياة.
فقد توقفت مرة أخرى عمليات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة من خلال عمليات الإغاثة عبر الحدود، بسبب نقص الوقود وانقطاع خدمات الاتصالات، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة.
هذا الواقع أكده لـ"العربي" المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة هشام عدوان، الذي أشار إلى أن عملية دخول المساعدات متوقفة، لافتًا إلى أن ما يدخل لا يكفي احتياجات القطاع.
خطر المجاعة قريب
وأشارت سيندي مكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إلى أن سكان القطاع كلهم تقريبًا بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية.
وأضافت في بيان أن "إمدادات الغذاء والمياه ليست موجودة عمليًا في غزة وقسم صغير فحسب من المطلوب يصل عبر الحدود".
وتابعت مكين: "مع اقتراب فصل الشتاء بسرعة، ومع الملاجئ غير الآمنة المكتظة ونقص المياه النظيفة، يواجه المدنيون خطر مجاعة قريبًا".
جرحى في غزة بحاجة للعلاج في الخارج
بدوره، كشف المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة هشام عدوان في حديث إلى "العربي" أن 5630 من حملة الجوازات الأجنبية و195 جريحًا و51 مريضًا غادروا معبر رفح منذ فتحه.
وتحدث عن صعوبة في التبليغ عن كشوفات المسافرين بسبب انقطاع الإنترنت والاتصالات، مؤكدًا أن 500 شخص من حملة الجوازات الأجنبية و10 جرحى كانوا يخرجون يوميًا عبر المعبر.
ودعا المجتمع الدولي للقيام بدوره لإخراج أكبر عدد ممكن من الجرحى إلى خارج القطاع.
شاحنتا وقود يوميًا
واليوم الجمعة، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "حكومة الحرب الإسرائيلية وافقت على السماح بدخول شاحنتي وقود يوميًا إلى غزة للمساعدة في تلبية احتياجات الأمم المتحدة".
وأشار المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن القرار جاء بعد طلب من واشنطن.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى اتصالًا مع نظيره المصري سامح شكري، وآخر مع زعيم المعارضة الإسرائيلية بيني غانتس المنضم إلى حكومة طوارئ الحرب التي شكّلها بنيامين نتنياهو.
وفي فحوى الاتصالين، سعت واشنطن إلى الحثّ على زيادة وتسريع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة واتخاذ خطوات ملموسة لتقليل استهداف المدنيين في القطاع، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية.
