حضرت الحرب على غزة والتصعيد الإسرائيلي في لبنان في كلمات الزعماء والرؤساء خلال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
فقد حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من "حرب شاملة" في الشرق الأوسط، داعيًا إلى إيجاد حلول دبلوماسية لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة.
وقال بايدن بعدما أدى القصف الذي أعلنت إسرائيل أنه يستهدف حزب الله إلى استشهاد أكثر من 550 شخصًا إن اندلاع "حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف. رغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي ما زال ممكنًا".
وأضاف في إطار تعليقه على التصعيد في لبنان: "في الواقع، ما زال هذا الطريق الوحيد باتّجاه أمن دائم للسماح لسكان البلدين بالعودة إلى منازلهم عند الحدود بسلام. وهذا ما نعمل بلا كلل لتحقيقه".
ويأتي التصعيد في لبنان بعد فشل الجهود الأميركية التي استمرت شهورًا في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأكد بايدن أنه ما زال يسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يضع حدًا للحرب المتواصلة منذ عام على غزة. ويفيد مسؤولون أميركيون أن الجانبين متفقان على الخطوط العريضة.
وقال بايدن: "طرحت مع قطر ومصر اتفاقًا لوقف إطلاق النار وللرهائن. دعمه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده".
"العدوان فضيحة كبرى"
وأضاف أن الاتفاق "سيعيد الرهائن ويضمن أمن إسرائيل ويحرر غزة من قبضة حماس ويخفف المعاناة في غزة وينهي هذه الحرب".
من جهته، أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو الأشد همجية وبشاعة وانتهاكًا للقيم والمواثيق.
وشدد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن جريمة حرب الإبادة في قطاع غزة تتواصل مع سبق الإصرار، معتبرًا أن عدم التدخل لوقف العدوان هو فضيحة كبرى.
وإذ رأى أن ثمة من يحاول تغييب القضية الفلسطينية من دون حلها، أكد أمير قطر أنها قضية عصية على التهميش. ولفت إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ قرابة عام هو محصلة لغياب الإرادة لحل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا. وتساءل: "أيعقل بعد هذه الكارثة أن الدول الكبرى لم تستنتج ضرورة وقف الحرب والتوجه إلى حل عادل"؟.
وقال: "لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام في عهد الحكومة الحالية وما يجري ليس عملية سلام بل عملية إبادة".
وفي الملف اللبناني، لفت أمير دولة قطر إلى أن إسرائيل تشن حربًا على لبنان بعد جريمة تفخيخ وتفجير أجهزة الاتصال، وقال في كلمته: "أوقفوا العدوان على غزة وأوقفوا الحرب على لبنان".
من جهته، اتّهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بجر المنطقة بأكملها "إلى الحرب".
وتساءل أردوغان في كلمته: "ما الذي ما زلتم بانتظاره لوقف شبكة المجازر التي تعرّض حياة مواطنيها للخطر إلى جانب الشعب الفلسطيني وتجرّ المنطقة بأكملها إلى الحرب من أجل تحقيق أهدافها السياسية؟".
"جريمة حرب"
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني استبعد بدوره إمكانية تحوّل بلاده إلى "وطن بديل" للفلسطينيين، محذّرًا من أن تهجيرهم قسريًا من قبل إسرائيل سيشكّل "جريمة حرب".
وندد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمن وصفهم بـ"المتطرفين الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل"، مؤكدًا أن "هذا لن يحدث أبدًا. ولن نقبل أبدًا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب".
ودعا ملك الأردن المجتمع الدولي إلى تبني آلية لحماية الفلسطينيين "في جميع الأراضي المحتلة"، مضيفًا أن "من شأن ذلك توفير الحماية للفلسطينيين والإسرائيليين من المتطرفين الذين يدفعون بمنطقتنا إلى حافة حرب شاملة".
كما حضّ المجتمع الدولي على الانضمام إلى "جهد إغاثي ضخم لإيصال الغذاء والمياه النظيفة والدواء وغيرها من الإمدادات الحيوية لمن هم في أمس الحاجة إليها" في قطاع غزة حيث ما زالت الحرب متواصلة منذ عام.
وأضاف: "بعد مضي عام تقريبًا على هذه الحرب، أثبت عالمنا فشله سياسيًا، ولكنّ هذا لا يستوجب أن تخذل إنسانيتنا أهل غزة بعد الآن".
خطورة امتداد الحرب إلى لبنان
أما الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا فحذر من خطورة الامتداد الجاري للحرب في قطاع غزة إلى لبنان، وقال إن البرازيل والصين اقترحتا خطة من ست نقاط لبدء محادثات بين روسيا وأوكرانيا لإنهاء الصراع بينهما.
ولم يذكر لولا الذي تحدث هاتفيًا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول المقترح، أي تفاصيل بشأن ما اتفقت عليه البرازيل والصين.
وقال الرئيس البرازيلي إن الصراع في قطاع غزة يمتد إلى لبنان "على نحو خطير"، ودعا إلى وقف إطلاق النار.
وقال لولا: "تحول حق الدفاع إلى حق الانتقام، مما يعيق التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ويعرقل وقف إطلاق النار".
وأكد لولا على ما نادت به البرازيل من إصلاح للأمم المتحدة قائلًا إن المنظمة العالمية لا تقوم بدورها في تمثيل العالم ووقف الحروب.
وانتقد إنفاق عشرات المليارات من الدولارات سنويًا على الترسانات العسكرية، وقال إن تلك الأموال يتعين استخدامها للقضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ.
"الحل في إقامة دولة فلسطينية"
وقال لولا الذي انتُخب ثلاث مرات لقيادة البرازيل "القضاء على الجوع مجددًا هو الالتزام الأكثر إلحاحًا لحكومتي".
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا من جهته رحب بالدعم الذي تلقته بلاده في القضية التي قدمتها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وأكد أن الحل الوحيد يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال: "منذ أكثر من نصف قرن يعاني الفلسطينيون من عنف إسرائيل ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه السياسة".