تصاعد القلق في المنطقة والعالم إزاء الضربات الإسرائيلية المستمرة على لبنان، غداة قصف دام خلف أكثر من 500 شهيد، وأدى إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص.
ومنذ صباح الإثنين، يشن الجيش الإسرائيلي، هجومًا هو "الأعنف والأوسع" على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر عن 558 شهيدًا بينهم 50 طفلًا و94 امرأة، و1835 جريحًا، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وفي الأثناء، توالت ردود الفعل المنددة والتي تدعو إلى احتواء التصعيد في وقت تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة أعمالها في نيويورك.
قلق إقليمي ودولي مع استمرار الضربات الإسرائيلية على لبنان
فقد أعربت الصين عن "صدمتها الكبيرة" لعدد ضحايا الضربات الإسرائيلية الواسعة النطاق في لبنان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري "إن الصين تولي اهتمامًا خاصًا بالتوترات الحالية بين لبنان وإسرائيل، وتشعر بصدمة كبيرة إزاء العدد الكبير من الضحايا الناجم عن هذه العمليات العسكرية".
وحذرت روسيا من "زعزعة كاملة لاستقرار" الشرق الأوسط جراء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: "هذا بالطبع حدث قد يكون بالغ الخطورة"، وينذر باحتمال توسيع نطاق النزاع الراهن و"الزعزعة الكاملة لاستقرار المنطقة".
من ناحيته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن الأميركية: "لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها بالإمدادات دول غربية ودول أوروبية والولايات المتحدة".
ودعا المجتمع الدولي إلى "عدم السماح بأن يصبح لبنان غزة أخرى".
تنديد بالعدوان الإسرائيلي على لبنان
وفي هذا السياق، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي "وقوف الأردن المطلق مع لبنان"، مؤكداً "ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقفه قبل جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة".
وفي سياق متصل، ندد العراق "بشدة بالعدوان الذي تعرّض له الشعب اللبناني الشقيق"، وطالب رئيس وزرائه عبد اللطيف رشيد "بضرورة اتخاذ موقف دولي لوقف الأـعمال العدوانية إذ ستؤدي إلى انزلاق المنطقة نحو سيناريوهات خطيرة لا تخدم أحدًا".
بدورها أدانت وزارة الخارجية القطرية "بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على لبنان"، وحذرت "من اتساع دائرة العنف في المنطقة وانزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة".
"لبنان على حافة الهاوية"
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان-نويل بارو الإثنين أن "فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنّب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمّرًا للجميع، بدءًا بالسكان المدنيين. لهذا السبب، طلبتُ عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن لبنان هذا الأسبوع".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين عن قلقه الشديد.
وحذر غوتيريش من أن "لبنان على حافة الهاوية"، في وقت تواصل إسرائيل توجيه ضربات جوية.
وقال غوتيريش أمام قادة العالم المجتمعين في نيويورك في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة "علينا جميعًا أن نشعر بالقلق حيال هذا التصعيد".
كذلك أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن "قلقها البالغ حيال تصاعد الهجمات التي شهدناها بالأمس"، مؤكدة من جنيف أن "عشرات آلاف الأشخاص أجبروا على مغادرة منازلهم أمس (الإثنين) وهذه الليلة، وعددهم يزداد باستمرار".
