أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد خمسة فلسطينيين، اليوم الأحد، في كل من جنين وطوباس ونابلس، حيث قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نفذ عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام استهدفت نفقًا أسفل مسجدِ في مخيم جنين بالضفة الغربية، حسب زعمه.
واستخدم جيش الاحتلال الطائرات الحربية في الهجوم الجوي على المسجد، في الوقت الّذي شنّ فيه عشرات المستوطنين هجمات وعمليات على منازل ومركبات في بلدة حوارة، استخدموا خلالها الرصاص الحي.
وقال مراسل "العربي"، إن جيش الاحتلال استخدم طائرة إف-16، في الهجوم الذي شنه على مخيم جنين، مستهدفًا مسجد الأنصار، حيث خلف هناك دمارًا كبيرًا.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بـ"وصول شهيد برصاص الاحتلال من بلدة قباطية إلى مستشفى جنين الحكومي، ما يرفع حصيلة الشهداء منذ فجر الأحد إلى 5 شهداء، ومنذ السابع من أكتوبر إلى 90 شهيدًا".
عدوان متواصل
وهذا التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، قد يشي باتساع الجبهة، التي باتت على صفيح ساخن، خاصّة مع الاقتحامات الأخيرة الّتي تركت خرابًا في الشّوارع والبيوت، واستشهاد العشرات من النّساء والأطفال والشبان العزّل، كما جرى قبل أيام في مخيّم نور شمس.
كذلك أكد شهود عيان لوكالة "الأناضول"، أن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة طوباس، حيث اندلعت على إثرها مواجهات مع سكان البلدة استخدم فيها جيش الاحتلال الرصاص الحي والمعدني، ما أدى لإصابة 5 فلسطينيين، فجر اليوم، كما اقتحم الجيش الإسرائيلي بقوة كبيرة تابعة له، مخيم عسكر للاجئين شرقي نابلس مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين.
الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية تتواصل، إذ إن قوة كبيرة منه دخلت بلدة قباطية قرب جنين وحاصرت منزلًا، تطالب من بداخله بتسليم أنفسهم، فارضة طوقًا أمنيًا، حيث دارت اشتباكات هناك مع مسلحين، وفق ما أفادت وكالة "الأناضول".
الضفة على صفيح ساخن
ومع بداية التصعيد الإسرائيلي منذ السابع من تشربن الأول/ أكتوبر، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في غلاف قطاع غزة، وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية، جراء اعتداءات جيش الاحتلال إلى أكثر من 90 شهيدًا، وما يفوق ألف معتقل.
ويطرح اللّجوء إلى قصف مخيم جنين بالطائرات الحربيّة للمرة الثانية منذ اجتياحه شهر يونيو/ حزيران الماضي، تساؤلات حول مآلات التّكتيك الّذي يعتمده جيش الاحتلال في مواجهة جبهة الضّفّة الغربيّة. وهي جبهة تتسع مساحة الغليان الشّعبي فيها، ويزداد بها احتمال الاشتعال الكبير. خصوصًا مع استمرار آلة القتل الإسرائيلية في حصد المزيد من الأرواح وتدمير البنية التحتيّة.
وفي تبريره لقصف المسجد بمخيم جنين، قال الجيش الإسرائيلي إن المجمع كان يستخدمه مسلحون من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس للتخطيط لشن هجمات.
وأفاد في بيان له: "تم تلقي معلومات مخابراتية في الآونة الأخيرة تشير إلى أن..(الذين) تم تحييدهم كانوا يخططون لهجوم وشيك"، حسب زعمه.
ونشر جيش الاحتلال صورًا زعم أنها تظهر مدخلًا يؤدي إلى مخبأ تحت المسجد. كما نشر رسمًا تخطيطيًا قال إنه يوضح المكان الذي خزن فيه المسلحون الأسلحة هناك، حسب قوله.
وقال سكان جنين إنهم تلقوا تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بالتوغل الوشيك للمخيم، دون تحديد موعد لذلك، بعد أن نفذ جيش الاحتلال يوم الخميس غارة جوية على مخيم نور شمس للاجئين قرب مدينة طولكرم بالتزامن مع حملة مداهمة استهدفت اعتقال عدد كبير من الفلسطينيين.