غموض يلف عملية اغتياله.. هل قدمت واشنطن تطمينات لطهران قبل زيارة هنية؟

ما تزال عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران أمس الأربعاء يكتنفها الغموض. 

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أمس الأربعاء، استشهاد إسماعيل هنية مع حارس شخصي له في مقر إقامته بطهران، بعد حضوره احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

"تطمينات أميركية تلقتها إيران"

وقال مراسل التلفزيون العربي حسام دياب من طهران: إن "آخر ما خرج عن عملية اغتيال إسماعيل هنية ومرافقه هو أنه كانت هناك تطمينات من قبل الجانب الأميركي، بحسب وسائل إعلام غير رسمية، تفيد بأن هنية سيأتي إلى طهران ويتحرك دون أن يتم التعرّض له من قبل إسرائيل".

وذكرت وسائل الإعلام غير الرسمية أن "هذه التطمينات تسلمتها طهران على ما يبدو منذ أيام عدة".

وأضاف المراسل: "لكن الأمر لم يتم على هذا النحو، وهذا ما يفسر ربما إشارة أصابع الاتهام مباشرة إلى الجانب الأميركي في أول بيان أصدرته الخارجية الإيرانية".

وكانت الوزارة قد اعتبرت أن الولايات المتحدة مسؤولة بشكل أو بآخر عن هذه الجريمة، مشيرة إلى "استمرار واشنطن في دعم إسرائيل".

وأضافت أن "استهداف شخصيات إيرانية وأخرى من محور المقاومة بشكل متلاحق يشير إلى أن واشنطن على علم بما يجري لكنها لا تتحدث بشفافية". 

وأشار مراسلنا إلى أنه كان "هناك رصد من قبل وسائل الإعلام الإيرانية لما خرج من تصريحات على لسان مسؤولين أميركيين تحدثوا عن أن الولايات المتحدة لم يكن لديها علم، بينما البعض الآخر كان يقول إن واشنطن لديها علم ولكنها تلتزم الصمت ولا تريد الحديث عن هذا الموضوع".

وأفاد مراسلنا بأن "كل هذه التفاصيل تحيط عملية اغتيال إسماعيل هنية بحالة من الغموض بشأن كيف جرت؟ والتوقيت؟ وهل ستؤثر على مسار المفاوضات؟ وهل ستقود المنطقة إلى تصعيد مقبل غير معلوم النتائج أم ستؤدي إلى نوع من التهدئة..".

وأُقيمت اليوم الخميس جنازة رسمية وشعبية لهنية، بعد يوم من اغتياله في طهران جرّاء هجوم إسرائيلي استهدف مقر إقامته خلال زيارته البلاد، لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. 

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد أعلن في بيان له اغتيال هنية، وقال أمس: "استهدف صباح اليوم (الأربعاء) مقر إقامة السيد الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في طهران"، وأضاف البيان "وعلى إثر هذا الحادث استشهد هو وأحد حراسه". 

وأشار البيان إلى أن التحقيق جار "في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقًا".