دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أطراف أزمة "سد النهضة" إلى استئناف التفاوض بـ "روح التوافق"، مجددًا استعداده لتقديم الدعم بهذا الخصوص.
جاء ذلك خلال لقاءين عقدهما في الساعات الأخيرة مع وزيري خارجية مصر سامح شكري، وإثيوبيا دمقي مكونن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة الأمم المتحدة.
وخلال اجتماعه مع شكري، السبت، "جدد غوتيريش استعداده لدعم عملية التفاوض التي يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة"، وفق بيان أصدره المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
فيما أفادت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، السبت، بأن غوتيريش التقى مكونن في نيوريورك، الجمعة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
وأضافت: "في ما يتعلق بسد النهضة، أكد غوتيريش أهمية استئناف المفاوضات بروح التوافق، مجددًا دعم الأمم المتحدة لجهود الاتحاد الإفريقي" في هذا الصدد.
في سياق متصل، أكد شكري، السبت، أهمية أن "تنخرط الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) تحت قيادة الاتحاد الإفريقي في مفاوضات (حول سد النهضة)، وأن تظهر حسن النية، وتصل لاتفاق ينهي هذه الأزمة خلال فترة زمنية معقولة".
وشدد شكري، في تصريحات لقناة "النيل للأخبار" (مصرية رسمية) على أن "مصر تتطلع دائمًا للتوصل لاتفاق قانوني ملزم (حول سد النهضة) يحقق مصالح الدول الثلاث وينهي هذه الأزمة".
استئناف المفاوضات
ومنتصف سبتمبر/ أيلول الجاري، اعتمد مجلس الأمن الدولي بيانًا رئاسيًا بالإجماع (15 دولة) "يشجع مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات بدعوة من رئيس الاتحاد الإفريقي للانتهاء على وجه السرعة من نص اتفاق ملزم ومقبول للطرفين بشأن ملء وتشغيل السد خلال فترة زمنية معقولة".
ولم يصدر عن الاتحاد الإفريقي موعد لاستئناف المفاوضات، غير أن رئيسه، رئيس الكونغو الديمقراطية فليكس تشيسكيدي، صرح، في 21 سبتمبر الجاري، بأنه سيتم استئنافها في "المستقبل القريب".
وعقب صدور البيان الرئاسي للمجلس حول سد النهضة، رحبت مصر والسودان به، داعية إثيوبيا إلى التفاوض بجدية من أجل التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة.
فيما أبدت الخارجية الإثيوبية، في بيان، استعداد أديس أبابا للعودة إلى المفاوضات مع القاهرة والخرطوم تحت قيادة الاتحاد الإفريقي"، لكنها أكدت أنها "لن تعترف بأي مطالبة قد تثار على أساس البيان الرئاسي" لمجلس الأمن.
مجلس الأمن الدولي يرمي بكرة #سد_النهضة إلى الاتحاد الإفريقي بعد بيان دعا فيه الدول الثلاث لاستئناف المفاوضات تحت مظلته pic.twitter.com/VI6XTGZZsG
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 16, 2021
وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات السد، يرعاها الاتحاد الإفريقي منذ شهور، ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات، بسبب خلافات حول التشييد والتشغيل والملء.