يواجه الأمن الغذائي في العالم العربي بحسب تقرير المنظمة العربية للتنمية الزراعية، تحديات عديدة أبرزها توسيع القدرات الإنتاجية في ظل نظم الري القديمة، بالإضافة إلى الحاجة الكبيرة لدعم وتشجيع الزراعة والتصنيع الغذائي.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن الدول العربية تستورد أكثر من 50% من احتياجاتها من المواد الغذائية، ويعتمد العديد منها على واردات الحبوب والزيوت من روسيا وأوكرانيا.
هذا الأمر، يجعل فاتورة الاستيراد باهظة إذ تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.
تحديات رغم توفر الموارد
واللافت للنظر، هو أن البلدان العربية تعيش هذا الواقع الصعب رغم أن مساحة أراضيها الصالحة للزراعة تقدر بنحو 220 مليون هكتار، يتم استغلال 33% منها فقط.
كما أن المساحة المقدرة للزراعة في العالم العربي، لا تتجاوز نسبة 31%، بينما يمثّل متوسط الإنتاج الزراعي العربي نحو 4% فقط من الإنتاج العالمي.
وفي تقريرها العالمي للعام الجاري، ذكرت شبكة معلومات الأمن الغذائي أن لبنان يواجه أزمه حادة في الأمن الغذائي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، إذ يواجه نحو 2 مليون شخص من بينهم 700 ألف لاجئ سوري انعدام الأمن الغذائي.
وعلى مستوى الدول أيضًا، يمتلك السودان موارد مائية لا تتوفر في أي بلد عربي آخر، إلا أن ما يتم استغلاله من المساحة الصالحة للزراعة فيه والمقدرة بنحو 84 مليون هكتار، هو 20%.
انعكاسات عالمية على العالم العربي
متابعةً لهذا الملف، يحذّر نادر نور الدين خبير بورصات الغذاء العالمية والخبير الإستراتيجي في منظمة "الفاو" من أن الأمن الغذائي العربي في خطر شأنه شأن الأمن الغذائي العالمي.
ويوضح نور الدين في هذا الإطار، أن المنشأ الروسي والأوكراني يخرج منه نحو 30% من إجمالي صادرات الغذاء في العالم، وبسبب الحرب خرج ثلث تجارة الغذاء العالمي من المنظومة ما تسبب في ارتفاع الأسعار منذ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم تمديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
كما تطرق خبير بورصات الغذاء العالمية في حديثه مع "العربي"، إلى أن التغيرات المناخية على مستوى العالم أثرت بشدة على المحاصيل، وبدأ العالم يشعر بتأثيراتها التي تشمل فقدان الموارد المائية، إلى جانب أزمة الطاقة التي تعد عنصرًا أساسيًا في الإنتاج الغذائي.
