تطرقت أبرز الصحف الأجنبية الصادرة اليوم السبت إلى بدء دخول المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم، مؤكدة أنها لن تكون كافية، كما تناولت فشل إسرائيل في تحقيق هدفها المزعوم بالقضاء على حماس، بينما يصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على مواصلة حرب غزة من أجل بقائه في السلطة.
فقد سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على بدء دخول المساعدات عبر ميناء غزة العائم، مشيرة إلى أن الإمدادات التي بدأت في الوصول تغطي جزءًا صغيرًا من احتياجات غزة، مشيرة أيضًا إلى أن منظمات الإغاثة واصلت الإبلاغ عن الظروف الصعبة المتزايدة التي يعيشها سكان غزة.
وقالت Janti Soeripto رئيسة منظمة "إنقاذ الطفولة" للصحيفة: إن "الأزمة الإنسانية في غزة، لم نشهد مثيلًا لها من قبل في أي مكان في العالم".
وكشفت الصحيفة عن رسالة وجهها كبار الدبلوماسيين من 13 دولة هذا الأسبوع إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، طالبوا فيها باتخاذ “إجراء عاجل” لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وذلك من خلال السماح بزيادة حجم المساعدات التي تدخل القطاع، واتخاذ "إجراءات ملموسة" لحماية المدنيين، والعمل على تحقيق "وقف مستدام لإطلاق النار".
نتنياهو يواصل حرب غزة لضمان بقائه السياسي
وفي صحيفة "واشنطن بوست"، تناول فريد زكريا الأسباب التي تقف وراء إصرار نتنياهو على إطالة أمد الحرب على غزة. وأشار إلى انشقاقات واسعة داخل الحكومة الإسرائيلية، بعد إدراك المسؤولين بأن غياب خطة واضحة لليوم التالي في غزة سيؤدي إلى حرب أبدية، والأدلة على ذلك كثيرة ومنها: "عودة القوات الإسرائيلية إلى جباليا، وتجدد القتال في الشمال"، ما يبدد المزاعم الإسرائيلية بشأن السيطرة على مناطق شمالي غزة.
ورأى أن نتنياهو يريد استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة، لإدراكه بأن توقف الحرب، يعني عودة مثوله أمام المحكمة، وقد يعني إسقاط حكومته.
فشل إستراتيجية نتنياهو في حرب غزة
وفي صحيفة "ذا هيل" الأميركية، توقف JONATHAN STRUM أيضا عند فشل إستراتيجية نتنياهو في غزة، مشيرًا إلى أن ما يدور في الحرب على غزة، دليل واضح على فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي من الناحية الإستراتيجية.
وأضاف أن الرفض القاطع لنتنياهو، الدخول في أي نقاش بشأن اليوم التالي للحرب، يضع الإدارة الأميركية وقيادات الجيش الإسرائيلي، في حالة من الارتباك والتخبط.
واعتبر أن عودة مقاتلي حماس للظهور بقوة في شمال القطاع، تثبت فشله في التخطيط لمجريات الحرب.
ورأى أن نتنياهو يخادع نفسه بالاعتقاد بأن الكلمات هي تكتيكات، وأن الكلام المنمق يمكن أن يكون إستراتيجية.
من جهته، أشار Guillaume de Dieuleveult في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إلى أن هدف إسرائيل المزعوم بتفكيك حماس في قطاع غزة، بعيد المنال، إذ بعد 7 أشهر من الحرب، لم تفقد حماس أيًا من قدراتها العسكرية، وتعيد تجميع صفوفها في المناطق، التي قالت إسرائيل إنها سيطرت عليها.
وينقل عن بعض الأهالي في غزة أن حماس ليست مجرد حكومة، أو قوة شرطة يمكن تدميرها عن طريق هدم مكاتبها، بل إنها أيديولوجيا.
كما تنقل الصحيفة عن مسؤولة في منظمة أطباء بلا حدود، موجودة في غزة منذ أبريل/ نيسان أن وزارة الصحة التابعة لحماس لا تزال إدارة فاعلة، كما أنها المصدر الوحيد المتاح لإحصاء الضحايا منذ بداية الحرب.