الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

"فصل جديد" بين باريس وكيغالي بعد تقرير عن دور فرنسا في مجازر رواندا

"فصل جديد" بين باريس وكيغالي بعد تقرير عن دور فرنسا في مجازر رواندا

شارك القصة

رواندا
رحب الرئيس كاغامي بالتقرير واعتبره خطوة إلى الأمام (غيتي)
أشار تقرير أعده مكتب محاماة أميركي إلى أن فرنسا تتحمل مسؤولية كبيرة في جعل الإبادة الجماعية التي حصلت في رواندا عام 1994 ممكنة

تحدثت باريس وكيغالي الإثنين عن "فصل جديد" محتمل في علاقاتهما المعقدة بعد نشر تقرير أعد لحساب السلطات الرواندية؛ خلص إلى وجود "مسؤولية فرنسية كبيرة" في مجازر إبادة التوتسي عام 1994، من دون اتهام فرنسا بالتواطؤ.

وجاء في التقرير الواقع في 600 صفحة، الذي طلبته رواندا عام 2017؛ أن فرنسا التي كان يرأسها فرنسوا ميتران يومها كانت "مساعدًا أساسيا" لنظام الهوتو الذي دبّر المذبحة التي أودت في ثلاثة أشهر بحياة أكثر من 800 ألف شخص، معظمهم من أقلية التوتسي، وفق أرقام الأمم المتحدة.  لكنه رفض فكرة أن باريس كانت "غافلة" عن الإبادة الجماعية التي كان يجري الإعداد لها، كما خلص إليه مؤخرًا التقرير الفرنسي بقيادة فينسان دوكلير والتي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون.

حين أصبحت نوايا الإبادة واضحة 

واُعتبر هذا التحقيق أن فرنسا كانت تعلم بالاستعداد لإبادة جماعية لكنها استمرت في تقديم "الدعم الراسخ" لنظام الرئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا؛ حتى عندما "أصبحت نوايا الإبادة الجماعية واضحة".

وبدأت الإبادة في السابع من أبريل/ نيسان 1994 غداة الاعتداء على طائرة هابياريمانا  التي أسقطت فوق كيغالي. وفي غضون ساعات قليلة بدأت ميلشيات الهوتو بقتل توتسي وهوتو معتدلين على نطاق واسع وبوحشية قصوى.

وحتى وإن هدأت العلاقات بين البلدين مع وصول إيمانويل ماكرون إلى السلطة عام 2017، يظل دور فرنسا في رواندا موضوعًا متفجرًا منذ أكثر من 25 عامًا ويسمم العلاقات بين البلدين. ويتولى بول كاغامي القائد السابق للجبهة الوطنية الرواندية وغالبيتها من التوتسي؛ السلطة منذ وضعت الجبهة حدا لمجازر الإبادة من خلال الإطاحة بنظام الهوتو.

وجاء في التقرير الذي أعده مكتب المحاماة الأميركي ليفي فايرستون ميوز؛ أن "الدولة الفرنسية تتحمل مسؤولية كبيرة في جعل الإبادة الجماعية المتوقعة ممكنة"، إلا أن التحقيق لم يتمكن من تقديم أي دليل على ضلوع مسؤولين أو موظفين فرنسيين في عمليات القتل التي وقعت بين أبريل ويوليو/ تموز 1994.

"أُفق المُصالحة"

وقال وزير الخارجية الرواندي فينسان بيروتا في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية الإثنين: "أعتقد أن فرنسا لم تشارك في التخطيط للإبادة الجماعية، وأن الفرنسيين لم يشاركوا في أعمال القتل والانتهاكات"، مؤكداً أن "الحكومة الرواندية لن تحيل هذه المسألة على القضاء".

واتهمت كيغالي في الماضي مرات عدة باريس بالتواطؤ مع التوتسي. وفي عام 2014 ندد كاغامي ب"دور فرنسا المباشر" في "سياسة التحضير السياسي للإبادة" و"مشاركتها في التنفيذ حتى". ورأى وزير الخارجية الرواندي أن نشر هذا التقرير "سيساهم في المصالحة بين فرنسا ورواندا".

وفي حين شددت الحكومة الرواندية على "النوعية الاستثنائية" للتقرير؛ رحبت أيضا في بيان "بالمبادرات الإيجابية التي تقوم بها الحكومة الفرنسية برئاسة إيمانويل ماكرون"، وبأفق فصل جديد في العلاقات" بين البلدين.

ترحيب فرنسي

ورحبت الرئاسة الفرنسية من جهتها بالإرادة التي عبرت عنها السلطات الراوندية لكتابة تاريخ مشترك وتصور مستقبل مشترك"، وأعلنت أن الرئيس كاغامي سيزور باريس في 18 مايو/ أيار في إطار قمة لتمويل اقتصاد الدول الإفريقية. وينوي ماكرون من جهته "التوجه إلى رواندا خلال السنة الراهنة".

وقال قصر الإليزيه الإثنين إن تقريري دوكلير وميوز "يخلصان إلى استنتاجات ليست هي نفسها ولكن يتفقان في نقطة مشتركة تتمثل في تحريك الخطوط وفتح مجال سياسي جديد"، مشددًا على أن "تقرير دوكلير يستبعد فكرة التواطؤ في الإبادة والسلطات الرواندية لا تأخذ بها أيضا".

وفي حين اتهم تقرير ميوز فرنسا بأنها شنت في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة "عملية لطمس ماضيها في رواندا"؛ أعلنت باريس في السابع من أبريل فتح أرشيف واسع أمام العامة ولا سيما محفوظات ميتران بعد 27 سنة يوما بيوم، عن بدء مجازر الإبادة.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close