يرقد الطفل الفلسطيني أحمد شعباط، في أحد مستشفيات قطاع غزة، وهو بحال غيبوبة متقطعة، بعد أن تعرض للقصف الإسرائيلي مرتين، ففقد في الأول والديه، وعند نجاته وانتقاله لمنزل أخواله، تعرض مجددًا للقصف، لتسحق قدماه تحت الركام، ويفقدهما في واحدة من القصص المأساوية الكثيرة التي تلاحق أطفال غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
مأساة أحمد شعباط
ويقول الطبيب المعالج لأحمد في حديث إلى "العربي": "وصل الطفل إلينا وهو يعاني من إصابات خطيرة، واضطررنا لإجراء عملية جراحية تضمنت بترًا للأطراف، في مكان غير مخصص أساسًا لإجراء العمليات، وهو غرفة للتوليد، وتم تحويلها لغرفة عمليات".
وأضاف طبيب العمليات الجراحية: "كانت أطراف أحمد متهتكة تمامًا، فتم بتر القدمين اليمنى واليسرى فوق الركبة".
ولا يزال أحمد البالغ من العمر 4 سنوات فقط، ينتظر والديه، فهو يعتقد أنهما لم يرحلا مع جميع أفراد أسرته، خلال القصف الذي نجا منه في شمال غزة،
وكان أخوال الطفل الفلسطيني انتقلوا به إلى جنوب القطاع اعتقادًا منهم بأنه سيكون أكثر أمنًا، إلا أنه تعرض هناك للقصف من جديد.
ويقول أحد أقارب الطفل في حديث إلى "العربي": "في كل يوم يسأل أحمد عن والديه، ونحاول معه أن نلهيه عن الأمر، وقد طلب مني أكثر من مرة أن ينزل من سريره الطبي، ويمشي، واستخدمت معه حججًا عدة لتأجيل الموضوع".
الأطفال في غزة هدف للاحتلال
ويتناول أحمد الأدوية المخصصة له بعد الجراحة، ولا تنسيه المسكنات السؤال عن والديه، حيث هو أحوج ما يكون في هذه السنة المبكرة لهما. وعندما سيغادر أحمد سرير المستشفى باتجاه مخيمات النزوح، لن يقفز مع الأطفال مجددًا كما كان الحال قبل العدوان.
وشكل الأطفال في قطاع غزة، الغالبية الكبرى من الشهداء والمصابين في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 40 يومًا، والذي خلّف 11 ألفًا و500 شهيد فلسطيني، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلًا عن 29 ألفًا و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
وفي وقت سابق، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، لمجلس الأمن أن "طفلًا يقتل في المتوسط كل عشر دقائق في قطاع غزة"، خلال العدوان الإسرائيلي.