تتوالى شهادات الناجين من الزلزال الذي ضرب المغرب، يوم الجمعة الماضي، لا سيما في منطقة الحوز، مركز الزلزال نفسه والذي بلغت قوته نحو 7 درجات على قياس ريختر.
قرية "تانصغارت" بمنطقة ثلاث نيعقوب بإقليم الحوز المغربي، هي واحدة من القرى التي نالت القدر الأكبر من الخسائر البشرية، حيث التقى "العربي" أحد الناجين، وهو الشاب يوسف، الذي لم يكن يعلم الفاجعة التي كانت تنتظر حياته البسيطة الهادئة.
وروى الشاب المغربي لمراسلة "العربي" هناك، ودموعه تغلبه، كيف فقد والديه وجدته و3 من أشقائه ليلة الزلزال، فيما نجا من عائلته 3 أفراد، وهو أكبرهم.
وبلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيلًا على الأقل إضافة إلى 5530 جريحًا، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية أمس الثلاثاء.
وسقط في إقليم الحوز أكثر من نصف القتلى (1643). ولم تسجل يوم أمس الثلاثاء وفيات جديدة في باقي المناطق التي ضربها الزلزال، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية، التي أكدت دفن معظم القتلى. وأمام ذلك، يستعجل الناجون في القرى الجبلية النائية تأمين ملاجئ لهم بعدما فقدوا بيوتهم.
قصص مأساوية خلّفها زلزال المغرب
ولم تعد الحياة بالنسبة للناجين كما كانت في القرية التي عاش بها يوسف وأسرته، بعد أن صاروا بلا مأوى، وانقلب الحال حتى تلخص بقوائم توزيع المساعدات العينية للناجين، علها تخفف عبء الفاجعة عنهم.
ويحكي أحد القيمين على توزيع المساعدات، في تانصغرات، طريقة العمل المتبعة لمراسلة "العربي" أميرة مهذب، مشددًا على حرصه على تنظيم الأمور، والابتعاد عن العشوائية، مع تقبل المساعدات ممن سماهم "المحسنين"، حيث يتم توضيبها قبل أن تصل للمحتاجين.
وفي لحظات، تحولت تانصغرات القرية الريفية الهادئة، إلى منازل منهارة بالكامل، وأخرى مهجورة، أما من بقي فيها فقد بات شاهدًا على حياة لن تعود بألم الفقد كما كانت.
وتقول مراسلة "العربي" في القرية النائية، إن الزلزال لم يخلف ضحايا وبيوتًا مهدمة فحسب، بل أيضًا قصصًا مأساوية تطارد الناجين.