الأحد 8 Sep / September 2024

زلزال المغرب.. والد يروي بحسرة: "كان علي الاختيار بين والديّ وابني"

زلزال المغرب.. والد يروي بحسرة: "كان علي الاختيار بين والديّ وابني"

شارك القصة

"العربي" ينشر مشاهد جوية تظهر حجم الدمار الذي خلفه الزلزال في أرجاء المغرب (الصورة: البي بي سي)
وجد رجل مغربي ابنه ووالديه محاصرين تحت الأنقاض، بينما كان يرى يد ابنه وهي تحفر بصعوبة بين الأنقاض.

اضطر المواطن المغربي طيب آيت إغنباز إلى الاختيار بين إنقاذ ابنه البالغ من العمر 11 عامًا أو أمه وأبيه المحاصرين تحت الأنقاض، بعد زلزال المغرب مساء يوم الجمعة الفائت.

فقد أخبر راعي الأغنام الذي يعيش في قرية متواضعة في جبال الأطلس الـ"بي بي سي"، عن القرار الصعب الذي كان عليه اتخاذه والذي غير حياته وما زال يطارده.

لحظات الرعب

وكان طيب مع زوجته وطفليه ووالديه ليلة الجمعة في منزلهم الصغير، عندما هز أكبر زلزال تشهده البلاد منذ 60 عامًا المغرب، مسويًا المنازل والأبنية بالأرض ومحولًا بلدات ومناطق بأكملها إلى جبال من الركام والخراب.

ويشير الراعي خلال حديث مع هيئة البث البريطانية إلى جزء من أنقاض منزله قائلًا بحسرة: "هذا هو المكان الذي كانوا فيه"، ويكمل متذكرًا: "لقد حدث كل شيء بسرعة كبيرة. عندما وقع الزلزال هرعنا جميعًا نحو الباب. كان والدي نائمًا فصرخت بأمي لتأتي، لكنها بقيت في انتظاره".

وعلى الجانب الآخر من المكان، يستذكر طيب كيف لم يتمكن من رؤية سوى زوجته وابنته خلال الهزة الكبيرة، وبعدما عاد إلى المبنى المنهار، وجد الرجل ابنه ووالديه محاصرين تحت الأنقاض، بينما كان يرى يد ابنه وهي تحفر بصعوبة بين الأنقاض.

"كان عليّ الاختيار"

وكان الوالد يعلم أن عليه التصرف بسرعة، فاتجه نحو ابنه آدم وحفر يائسًا بين الأنقاض لسحبه، ولكن عندما التفت إلى ناحية والديه المحاصرين تحت حيط كبير، أدرك أن "الوقت قد فات".

ويقول والدموع في عينيه: "كان عليّ أن أختار بين والديَّ وابني".

وتابع طيب: "لم أستطع مساعدة أمي وأبي لأن الجدار سقط على نصف جسدهما. إنه أمر محزن للغاية. رأيت أمي وأبي يموتان".

وبعدما خسروا كل ممتلكاتهم، تعيش أسرة الراعي الآن مع أقارب لها في خيام مؤقتة شيدوها بالقرب من منزلهم المهدّم، ويؤكد طيب أن كل أمواله كانت في المنزل وأن معظم ماعزه قتلت.

بدوره، قال ابنه آدم خلال المقابلة مع الـ"بي بي سي" وهو يبتسم له: "لقد أنقذني والدي من الموت".

ضحايا زلزال المغرب

ولليوم الرابع على التوالي، تواصل فرق الإنقاذ عمليات الإغاثة والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض، حيث تمكنت في ساعات الليلة الماضية، من إخراج عدد من العالقين تحت الركام في مناطق متفرقة تضررت جراء الزلزال.

هذا وأعلنت المملكة المغربية، اليوم الإثنين، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 2497 وفاة، وفق حصيلة غير نهائية.

وبلغت قوة الزلزال الذي كان مركزه منطقة الحوز 7 درجات على مقياس ريختر، وضرب عدة مدن منها العاصمة الرباط والدار البيضاء، ومكناس، وفاس، ومراكش، وأكادير، وتارودانت.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
تغطية خاصة
Close