تمتد المساحات المزروعة على أسطح بعض المنازل في مصر، ولا سيما في محافظة الجيزة في مصر، حيث يزرع كثير من اللاجئين السوريين الخس على الأسطح ويوفرون منه دخلًا يعيلون به أسرهم بعد بيعها في محال البقالة.
ينتظر الهندس أحمد الخطاب شحاتة، وهو لاجئ سوري، محصوله منها بعدما تلقّى تدريبات مدتها أسبوعان تعلّم خلالها آلية تشغيل نظام الزراعة المائية. ويعتبر أحمد أن النباتات مثل أولاده، ويصبر عليها إلى أن تصل للمستوى المطلوب من النمو.
مشاريع تسهل اندماج المهاجرين
وتسهّل هذه المشاريع اندماج السوريين في المجتمع وتخفف مما مرّوا به من معاناة في أوقات عصيبة تركت اثرًا في نفوسهم.
وتقول المهاجرة السورية لبنى سهري: "إن الأسطح عادة ما تكون بمنظر غير لطيف، لكن الزرع يعطي منظرًا جميلًا وهو شيء مفيد لي"، متمنية تعميم هذه الثقافة.
فائدة بيئية وصحية
ويرى القائمون التابعون لمنظمة الهجرة الدولية في هذه المشاريع بعدًا بيئيًا وصحيًا بعد أن أدرك العالم قيمة الزراعات الصديقة للبيئة ودورها في تخفيف تبعات التغيرات المناخية، إلى جانب الاكتفاء الذاتي من الفاكهة والخضار.
وتقرّ بعض التقارير بأن هذه الزراعات تحقق توازنًا بيئيًا. كما أنها تقضي على ما تسببه الأسطح من تشويه للمظهر الحضاري بتحويلها إلى مستودعات لمخلفات المنازل.
وقد تعالت أصوات مدافعة عن البيئة تطالب الحكومات بتعميم هذه المشاريع والتعريف بفوائدها، لكن تبقى تساؤلات بشأن إقامتها على أسطح المنازل وهل هو آمن بالشكل الكافي أو أنه يحتاج إلى أسطح بمقاييس محددة تقيها وأعندتها مما قد يلحق بها من أضرار.
مصدر دخل
من جهته، شرح الاستشاري في تطوير إدارة المشاريع الزراعية سيد علي ماهر أن زراعة الأسطح تم تطويرها حيث استبدلت التربة التقليدية بتربة أخرى خالية من الحشرات. وقال في حديثه إلى "العربي: "نستخدم تربة خفيفة على الأسطح"، كما لا يستخدم كميات كبيرة من المياه.
ولفت ماهر إلى أن هذه الزراعة أصبحت تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر.
ويمكن زراعة جميع الخضار على الأسطح ومنها الظماطم والخيار والفلفل والكوسى وغيرها، بحسب ماهر. كما يمكن زراعة أشجار البرتقال المتقزمة.
وتوفر مساحة 5 أمتار مربعة مزروعة حاجة شخص واحد من هذه المحاصيل سنويًا. ولفت إلى أن هذا النوع من الزراعة يجنب الخسائر التي تتكبدها الزراعة التقليدية في الجانب اللوجستي.