فيديو لحظة استهداف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران.. ما حقيقته؟

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس الأربعاء، مقطع فيديو يوثق لحظة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران. 

وأقيم اليوم الخميس جنازة رسمية لهنية، بعد يوم من اغتياله في العاصمة طهران جراء هجوم إسرائيلي استهدف مقر إقامته خلال زيارته البلاد، لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. 

وعمل موقع مسبار لتقصي الحقائق، على كشف حقيقة الفيديو الذي تداولته صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الضربة التي استهدفت المبنى الذي كان يقيم فيه هنية شمال طهران، وهو مقر المحاربين القدامى. 

الفيديو وحقيقته

وقال موقع "مسبار"، إنه لدى تحقيقه من الادعاء المتداول وجد أن الفيديو مضلل، وهو مقطع قديم نشره الجيش الإسرائيلي والقناة السابعة الإسرائيلية على منصة يوتيوب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على أنه لهجمات شنتها إسرائيل ضد أهداف بحرية تابعة لحركة حماس، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري في غزة للحركة. 

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ذكر حينها، على موقعه الإلكتروني يوم العاشر من أكتوبر 2023، أن القوات البحرية والبرية التابعة له "استهدفت عشرات العناصر التابعين لحماس سواء في البحر أو قرب الشاطئ" بعد أن رصدتهم على قوارب مطاطية وسفن صيد في قاعدة أسدود. 

وكان الحرس الثوري الإيراني، قد أعلن في بيان له اغتيال هنية، وقال أمس: "استهدف صباح اليوم (الأربعاء) مقر إقامة السيد الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في طهران"، وأضاف البيان "وعلى إثر هذا الحادث استشهد هو وأحد حراسه". وأشار البيان إلى أن التحقيق جار "في أسباب وأبعاد هذا الحادث وسيتم إعلان النتائج لاحقًا".

وعرض التلفزيون العربي صورًا لمقر إقامة هنية في العاصمة إيران قبيل اغتياله بالضربة الجوية الإسرائيلية. 

إشاعات وادعاءات

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، طالت الشهيد هنية العديد من الادعاءات المضللة والمعلومات الزائفة التي استهدفته، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، نُشر مقطع فيديو على أنه لهنية خلال تجوله في أسواق العاصمة القطرية الدوحة، تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.

وبيّن تحقيق لمنصة "مسبار" أيضًا أن مقطع الفيديو يعود إلى ديسمبر/ كانون الأول 2016، ويوثّق ظهورًا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في سوق واقف في الدوحة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، تم تداول صورة هنية وهو يقبل يد جندي قيل إنه إسرائيلي. بينما أوضح تحقيق آخر لمسبار أن الصورة تعود إلى أبريل/ نيسان 2015، وتوثّق وجود هنية في أحد المواقع العسكرية التابعة لكتائب القسام على الحدود الشمالية لقطاع غزة، خلال جولة تفقّدية أجراها حينها.

ويثير اغتيال هنية مخاوف من اندلاع صراع مباشر بين إيران وإسرائيل في المنطقة، والذي سيتم نقل جثمانه اليوم جوًا إلى قطر، حيث كان يقيم بشكل رئيسي، من أجل دفنه غدًا الجمعة.