الأربعاء 3 يوليو / يوليو 2024

في ختام موسم الحج.. الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى في منى

في ختام موسم الحج.. الحجاج يرمون جمرة العقبة الكبرى في منى

Changed

نافذة ضمن "العربي اليوم" تتناول موسم الحج الاستثنائي لهذا العام (الصورة: الأناضول)
تتم مناسك رمي العقبة الكبرى في مبنى ضخم متعدد الطوابق شيدته السلطات السعودية لتفادي وقوع تدافع أدى في الماضي لسقوط ضحايا.

في أوّل أيّام عيد الأضحى، بدأ الحجّاج صباح الأربعاء رمي جمرة العقبة الكبرى في منى قرب مدينة مكّة المكرّمة، وذلك في ختام أبرز محطّات مناسك الحجّ لهذا العام.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، شقّت مجموعات من المصلّين طريقها عبر وادي منى لرمي سبع حصوات على مجسّم يُجسّد غواية الشيطان. وتتم هذه المناسك في مبنى ضخم متعدد الطوابق شيدته السلطات السعودية لتفادي وقوع تدافع أدى في الماضي لحوادث دامية.

وبعد الانتهاء، يتحلل الحاج من إحرامه عبر حلق شعر رأسه أو قصّه، ثم يرتدي ملابسه العادية.

وعلى طول الطريق وقف متطوعون يرشون رذاذ المياه وأحيانًا المياه على وجوه الحجاج الذين ظهر عليهم الإعياء الشديد جراء الحرارة المرتفعة.

"طواف الوداع" حول الكعبة

ويُقام موسم الحجّ هذا العام في أجواء شديدة الحرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية الثلاثاء في عرفات. وعلى مر العقود، وقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها المئات بسبب عمليات التدافع خلال عملية الرجم أو في الأماكن الضيقة عمومًا.

لكنّ لم تسجل أي حوادث كبيرة منذ العام 2015، حين تسبّب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى قرب مكة بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج.

ويتوجّه الحجّاج لاحقًا إلى مكّة المكرّمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحجّ، ثمّ يعودون بعد ذلك إلى منى حيث يبيتون أيّام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث. ويمكن للحجّاج المغادرة بعد جمرة العقبة الكبرى إذا توفر لديهم العذر.

وبعد طقوس الرجم، يعود الحجّاج إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء "طواف الوداع" حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام.

والثلاثاء، أمضى الحجّاج يومهم بالصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحجّ.

وحملت مجموعات من المصلّين مظلات للوقاية من أشعّة الشمس، وقامت بتلاوة آيات من القرآن عند صعيد عرفات، حيث يُعتقد أنّ النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة. وبعد غروب الشمس، توجّهوا إلى مزدلفة حيث باتوا في الهواء الطلق قبل بدء "رجم الشيطان". 

موسم حج استثنائي

وأعلنت السلطات السعوديّة الثلاثاء مشاركة أكثر من 1,8 مليون حاج، 1,66 مليون منهم من خارج المملكة قادمين من 160 دولة. وقد أدى الحجاج مناسك الحج هذا العام متحررين من القيود التي فرضتها جائحة كورونا في الأعوام السابقة.

ويعد موسم الحج هذا العام استثنائيًا مقارنة بالسنوات الماضية إذ شهد العام الماضي استضافة نحو 900 ألف حاج معظمهم من خارج المملكة، بينما اقتصر عدد الحجاج عام 2021 على 60 ألفًا فقط بسبب القيود التي فرضتها الجائحة. وفي عام 2019، أدى شعائر الحج 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم. 

وهذا العام فاضت شوارع مكة بمئات الألوف من الحجاج، وازدحمت المطاعم ومتاجر الهدايا التذكارية بالزبائن، فيما كان العثور على غرفة شاغرة بالعاصمة المقدسة حلمًا بعيد المنال.

وأتيح 17 قطارًا لتنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة. كما وضعت السلطات أكثر من 24 ألف حافلة للتنقل الترددي، كما شملت المنظومة التشغيلية في قطاع النقل أكبر كادر تشغيلي بتوظيف 14 ألفًا من الرجال والنساء.

وتضمنت خدمات المملكة تقديم خدمات الترجمة والإرشاد المكني في 51 لغة من خلال عشرات النقاط الموزعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي. وهيأت رئاسة شؤون الحرمين 14 خدمة إلكترونية مقدمة لضيوف الرحمن. 

وقد أشار الباحث المختص في شؤون الحج والعمرة عبد الله عبد الهادي العتيبي إلى أن أكثر من 40 قطاعًا حكوميًا يشترك في خدمة حجاج بيت الله، إضافة إلى العديد من القطاعات الأهلية.

ولفت في حديث إلى "العربي" من مكة إلى أن الحجاج ورغم عددهم الكبير لكنهم يؤدون مناسك الحج بانسيابية. وأوضح أن الخدمات الإلكترونية المتاحة سهّلت مشاركة الحجاح ابتداء من التقديم الإلكتروني وصدور التأشيرة إلكترونيًا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close