بدأ الحجّاج بالصلاة والدعاء عند جبل عرفات قرب مكة المكرمة، منذ فجر اليوم الثلاثاء، في ذروة مناسك الحجّ التي يتوقع أن تسجّل أعدادًا قياسية هذا العام في أجواء شديدة الحرارة.
وأمضى الحجّاج وعددهم يناهز المليوني حاج الليل في مخيّمات مكيفة في وادي منى، على بُعد سبعة كيلومترات من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة.
وفاضت أمس شوارع منى، التي استحالت أكبر مدينة خيام في العالم، بآلاف الحجّاج من الجنسيّات كافّة.
وكانت السلطات السعوديّة قد توقعت مشاركة أكثر من 2,5 مليون حاج من 160 بلدًا في الحج هذا العام في "أكبر موسم حج في التاريخ"، على ما أفاد مسؤول في وزارة الحج والعمرة يوم الأحد.
أكثر من 1.6 مليون حاج يصلون إلى منى لقضاء يوم التروية استعداد للتوجه غدا إلى صعيد عرفات👇#السعودية pic.twitter.com/U9eZkm7HOg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 26, 2023
جبل عرفات
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، توجّه الحجاج إلى منطقة عرفات، لأداء الركن الأعظم من الحجّ. وسيبقون طوال اليوم في الموقع نفسه، يصلّون ويبتهلون ويتلون القرآن الكريم، والكثير منهم سيعتلي جبل الرحمة ويجلس بين صخوره.
وبعد غروب الشمس، سيتوجّه الحجّاج إلى مزدلفة، في منتصف الطريق بين عرفات ومنى، ليناموا في الهواء الطلق، قبل بدء رمي الجمرات الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى.
ويُقام موسم الحجّ هذا العام بدون أي قيود لناحية أعداد الحجاج أو أعمارهم، بعد ثلاثة أعوام من تنظيم حج محدود على خلفية تفشي جائحة كوفيد.
وعادةً ما يكون الحجّ أحد أكبر التجمّعات الدينيّة السنويّة في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة، ويتوجّب على كلّ مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مرّةً واحدة على الأقلّ.
توافد الحجاج إلى #عرفات استعدادا للوقوف على الصعيد المبارك pic.twitter.com/EOIik8lScW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 27, 2023
مرافق صحية متنقلة
وفي 2019، شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في المناسك. لكنّ تفشي فيروس كورونا أجبر السلطات السعوديّة على تقليص الأعداد إلى حدّ كبير، فشارك فيها فقط 60 ألف مواطن ومقيم عام 2021 مقارنة ببضعة آلاف عام 2020، و926 ألف حاج في 2022.
وقد يُصبح الحجّ مرهقًا جسديًا، حتّى في الظروف المثاليّة، لكن الحجاج يؤدون المناسك، والكثير منها في الهواء الطلق، تحت شمس حارقة وفي أجواء خانقة، تتسبب في كثير من الأحيان في ضربات شمس، وحالات إعياء إضافة إلى توقف عضلة القلب، حتى أن الهواتف الذكية تتوقف عن تأدية بعض المهام ما لم "تبرد".
وتوقع المركز الوطني للأرصاد أن تتراوح درجات الحرارة في مكة بين 43-45 درجة نهارًا خلال موسم الحج، فيما أقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة، وجهّزت سيّارات إسعاف، ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجّاج. وحذرت الحجاج من التعرض "لضربات الشمس".
أكبر مدينة خيام في العالم.. #مشعر_منى يستقبل الحجاج#السعودية pic.twitter.com/xWJiETGsHi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 26, 2023
رمي الجمرات
وتحمل بعض مناسك الحج مشقة، إذ لا يمكن للرجال وضع قبّعات منذ لحظة الإحرام ونيّة الحجّ. وخلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام يحمون أنفسهم بالمظلات وسجّادات الصلاة والأوراق المقوّاة، فيما تُغطّي النساء رؤوسهنّ بالحجاب.
وعند جبل عرفات، بكى حجّاج وهم يصلّون، وقد حملوا مظلات استعدادًا لارتفاع درجات الحرارة في وقت لاحق من اليوم.
والأربعاء، يُشارك الحجّاج في رمي الجمرات، آخر أهمّ المناسك، قبل أن يتوجّهوا إلى المسجد الحرام في مكّة لأداء "طواف الوداع" حول الكعبة، في أوّل أيّام عيد الأضحى.
وعلى مر العقود، وقعت الكثير من الحوادث راح ضحيتها المئات بسبب عمليات التدافع في الأماكن الضيقة. لكن لم تسجل أي حوادث كبيرة منذ العام 2015 حين تسبّب تدافع أثناء شعائر رمي الجمرات في منى قرب مكة بوفاة نحو 2300 من الحجيج في أسوأ كارثة على الإطلاق في موسم حج. وقامت السلطات السعودية بعدها بتشييد مبنى ضخم متعدد الطوابق مخصص لرمي الجمرات لتفادي أي ازدحام أو حوادث.