السبت 7 Sep / September 2024

في ظل رفض إسرائيل.. ما مدى جدية الدول الكبرى في بلورة حل الدولتين؟

أخبار فلسطين
في ظل رفض إسرائيل.. ما مدى جدية الدول الكبرى في بلورة حل الدولتين؟
الإثنين 19 فبراير 2024

شارك القصة

ترفض إسرائيل الإملاءات الدولية فيما يتعلق بحل الدولتين- رويترز
ترفض إسرائيل الإملاءات الدولية فيما يتعلق بحل الدولتين- رويترز

وجّهت الحكومة الإسرائيلية رسالة تحد جديدة وسريعة للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية، عبر تصديقها بالإجماع على رفض الاعتراف الدولي الأحادي بالدولة الفلسطينية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "إن الخطوة جاءت في ضوء الحديث الأخير في المجتمع الدولي عن محاولة فرض دولة فلسطينية على إسرائيل من جانب واحد". 

وينص القرار الجديد على أن إسرائيل ترفض تمامًا الإملاءات الدولية فيما يتعلق بالتسوية الدائمة مع الفلسطينيين، كما أن التوصل إلى مثل هذه التسوية لن يتمَّ إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ودون شروط مسبقة. 

فالحديث عن إقامة دولة فلسطينية باعتبارها الحل الوحيد للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وفق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، عاد خلال الأسابيع القليلة بقوة إلى الساحة الدولية في خضم تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.

رفض إسرائيلي رغم الموقف الدولي

ولعلّ المفارقة المثيرة للانتباه أن أكثر الدول طرقًا لأبواب هذا الموضوع هي الدول ذاتها الأكثر تأييدًا ودعمًا لإسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. 

وكان مؤتمر ميونيخ للأمن الذي اختتم أعماله الأحد آخر الأروقة الدولية التي شهدت شبه إجماع على حل الدولتين. وقد تجسد ذلك في كلمات معظم المشاركين من قادة ومسؤولي الدول.

وما زال الطرح المتعلق بحل الدولتين يواجه بالرفض الإسرائيلي الصريح والمباشر أو عبر ممارسات الاحتلال المختلفة وفي مقدمتها الاستيطان ومصادرة الأراضي، أي أنه لم يقتصر رفض الدولة الفلسطينية يومًا على الحكومات الإسرائيلية اليمينية أو الأكثر تطرفًا كحكومة بنيامين نتنياهو الحالية، بل هو نهج إسرائيلي متجذر اعتمدته أبرز الحكومات.

لكن المفارقة أن الرفض الإسرائيلي للدولة الفلسطينية هو رفض للفكرة بمجملها دون النظر حتى في ماهية هذه الدولة. 

وقد أكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان أنه من دون دولة فلسطينية مستقلة والوقوف الفلسطيني العربي الموحد أمام التهجير والإبادة، فإن المنطقة ستبقى مشتعلة وفي صراع مستمر. 

عاد الحديث عن إقامة دولة فلسطينية خلال الأسابيع القليلة بقوة إلى الساحة الدولية - رويترز
عاد الحديث عن إقامة دولة فلسطينية خلال الأسابيع القليلة بقوة إلى الساحة الدولية - رويترز

"موقف الغرب لم ينضج بعد"

وفي هذا الإطار، يعتبر مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وعملية طوفان الأقصى والحرب على قطاع غزة عوامل ساهمت في إحداث يقظة دولية حول ضرورة الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويقول في حديث إلى "العربي" من عمّان: "إن الحل الذي أجمع عليه المجتمع الدولي هو حل الدولتين". ويضيف: "ربما الولايات المتحدة تعترف بدولة واحدة من هاتين الدولتين وتقدم لها كل الدعم والشراكة والانحياز بلا شروط"، معتبرًا أن الناقص في هذه المعادلة هو الدولة الفلسطينية. 

لكن الرنتاوي يرى أن الغرب لم يبلغ في موقفه حتى الآن ضفاف الاعتراف بدولة على حدود الخامس من حزيران وعاصمتها القدس.

ويقول: "الحديث هو عن دولة بلا تعريف حدود الجغرافيا والسيادة"، مشيرًا إلى "أن الولايات المتحدة كلّفت فريقًا من الخبراء بالبحث عن صيغة ما لدولة مقزّمة منقوصة السيادة ومنزوعة السلاح على جزء من الأرض الفلسطينية".

كما يعتبر الرنتاوي أن الاتحاد الأوروبي ككتلة من الصعب أن يذهب موحدًا في هذا الاتجاه. وتابع: "إن الأهم من ذلك هو أن إسرائيل التي جعلت على الأرض فرصة قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة مستحيلة بالاستيطان". 

"أولوية وقف إطلاق النار"

من جانبه، يشير رافائيل بوسونغ، كبير الباحثين في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إلى أن الغرب لم يول أولوية لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتًا إلى أنه رغم الخلافات في الموقف من حل الدولتين بين الدول الأوروبية، لكنها صادقت على حل الدولتين رغم الضغوط الدبلوماسية والسياسية. 

ويعتبر بوسونغ في حديث إلى "العربي" من برلين "أنه يتعين علينا أن نتوحد"، مشيرًا إلى الضغوطات الدولية على إسرائيل من أجل عدم اجتياح رفح، والسماح بمرور المساعدات ولدفعها للحديث بجدية عن حل الدولتين. 

كما يرى أن وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى من حل الدولتين الطويل الأمد. 

غياب الضغط الدولي الحقيقي

وحول موقف إسرائيل الرافض لإقامة دولة فلسطينية، يوضح الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى أنه بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول اعتبرت إسرائيل أن الموافقة على إقامة دولة فلسطينية هو بمثابة "هدية للفلسطينيين"، بحسب نتنياهو.

وفي مداخلته من أم الفحم، يصف مصطفى الخطاب الإسرائيلي بالخطاب الاستعماري قائلًا: "عندما يسمي نتنياهو الدولة الفلسطينية هدية وكأنه يعطي الفلسطينيين شيئًا لا يستحقونه أو أن إسرائيل تدفع ثمنًا في هذا الصدد".     

ويشير مصطفى إلى أن الخطاب الإسرائيلي المعارض والذي يقول إن إسرائيل ترفض أي اعتراف أحادي الجانب من قبل دول معينة بالدولة الفلسطينية وأنها تريد المفاوضات لم يتغير منذ ثلاثين عامًا، لافتًا إلى أن المفاوضات تتحول إلى هدف بذاتها وستتحول إلى مسار طويل لن يحقق أي شيء للفلسطينيين. 

كما يعتبر أن أحد أسباب رفض الدولة الفلسطينية هو "غياب أي ضغط حقيقي وجدي أو عقوبات من دول الغرب على إسرائيل". ويقول: "إسرائيل مرتاحة، فهي ترفض ولا أحد يفرض عليها أي شيء".   

المصادر:
العربي
Close