باتت دول عربية عديدة معروفة بمواردها المائية الوفيرة كمصر والعراق وسوريا تواجه فقرًا مائيًا شديدًا، وفق تقرير صادر عن معهد الموارد العالمية.
وتضاف هذه البلدان الثلاثة إليها 23 دولة أخرى تعاني من شح في الموارد المائية، حيث تستعمل هذه البلدان في الوقت الراهن 80% من مواردها المائية بشكل منتظم وسنوي.
تزايد الطلب على المياه
ويعد التقرير البحرين وقبرص والكويت ولبنان وعُمان من ضمن خمسة بلدان تواجه أعلى فقر مائي بالمقارنة مع الدول الأخرى المشمولة في التقرير.
ويضيف التقرير أن نصف سكان العالم معرضون لفقر مائي شديد على الأقل مرة واحدة في السنة. ومن المتوقع أن تتضاعف النسبة إلى 60% بحلول عام 2050، إذ خلال هذا العام سيرتفع الطلب العالمي على المياه بين 20 و25%.
وسيكون الشح المائي شديد التأثير على الاقتصاد العالمي، إذ سيتضاءل الناتج الإجمالي العالمي بنسبة 31% بحلول 2050. فتأثيرات شح المياه لن تقتصر على الاقتصاد فحسب بل ستشمل الزراعة والصناعة والغذاء، وفق ما يقول التقرير.
موجات جفاف وندرة المياه
وفي هذا السياق، يرى الخبير في الموارد المائية ضياء الدين القوصي أنه بعد إعلان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الشهر الماضي، بدء "عصر الغليان العالمي"، قد تكون الأرض دخلت مرحلة "نهايتها".
ويضيف المستشار السابق في وزراة الري المصرية، خلال حديثه إلى "العربي" من القاهرة، أن هذه المرحلة التي بلغتها الأرض مع ارتفاع درجات الحرارة، وظاهرة الاحتباس الحراري، بسبب زيادة الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري، ضاعفت ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي.
ويعتبر أن هذا الأمر سيؤدي إلى ارتفاع سطح البحر، واختلال نسب هطول المطر، ما سيخلف في أماكن أخرى جفافًا شديدًا.
وكان تقرير صادر عن معهد "وورلد ريسورز" قد حذر من أن العالم يواجه خطر الفقر المائي، في ظل تتالي موجات الجفاف وندرة المياه بعدد من الدول، حيث بات أكثر من ربع سكان الكوكب مهددون بالفقر المائي.
ويشير القوصي على سبيل المثال، إلى بحيرة باناما وانحسار المياه فيها، وغيرها من البحيرات التي تعاني الجفاف، موضحًا أن هذه الأزمة العالمية من صنع بشري، وقد ساهمت عمليات قطع الأشجار في غابات كالآمازون والكونغو وتأثيراتها بتطرف العوامل المناخية.
دول عربية
وتوقع تقرير "world resources institue" أن مليار شخص إضافي سيواجهون "إجهادًا مرتفعًا لمصادر المياه" بحلول عام 2050، ذاكرًا أن العالم يواجه أزمة مياه غير مسبوقة مدفوعة بارتفاع الطلب على مياه الشرب وأزمة المناخ. وأشار إلى أن البلدان تستخدم كل مواردها المائية أو 80% على الأقل منها.
ويرى القوصي أن سوء استخدام الموارد المائية لعب دوراً كبيرًا في الوصول إلى "الإجهاد المائي"، ولا سيما في التوزان الزارعي، موضحًا أن زراعات كالأرز، وقصب السكر، تستهلك كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى عدم استعمال وسائل الري الحديث، ومؤكدًا أن ذلك يؤدي لاستهلاك 80% من موراد المياه في العالم.
وكان تقرير المعهد الأميركي قد أكد أن 25 دولة، تمثل 25% من سكان العالم، تعاني من إجهاد مائي مرتفع للغاية كل عام، بما فيها بعض البلاد العربية، كالبحرين والكويت ولبنان وعمان، والتي صنفت في التقرير على أنها "الدول الأكثر تضررًا".