تواجه دول عربية أسوأ موجة جفاف منذ عقود في وقت تواجه فيه نقصًا في الموارد المائية ما أدى لانحسار الرقعة الزراعية في هذه الدول وسبّب أزمة كبيرة في مياه الشرب وموجة هجرة داخلية في بعضها.
وتأتي تونس من هذه الدول التي تشهد موجة جفاف غير مسبوقة كبّدت المزارعين خسائر فادحة بعد تراجع المحاصيل الزراعية من الحبوب والخضروات والغلال الأخرى. ومما أدى لتفاقم الوضع، نشوب حرائق في الغابات والمزارع إثر ارتفاع درجة الحرارة بشكل قياسي في وقت تشهد فيه البلاد موجة غلاء فاحش.
كما تشهد الصومال منذ العام 2020 جفافًا وصفه تقرير لليونيسف بـ"المدمر"، ولا سيما في وسط البلاد مع نقص المياه في كثير من القرى.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من مليون شخص في حاجة لمساعدات منقذة للحياة في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية هذا العام.
اللجوء إلى الهجرة الداخلية
وفي منطقة حوض المتوسط، يبرز اسم سوريا إذ صنفها مؤشر الأزمات العالمية عام 2019 على أنها البلد الأكثر عرضة لخطر الجفاف في هذه المنطقة جراء التغيّر المناخي وتراجع مستوى نهر الفرات.
وقد دفع هذا الأمر خبراء ومنظمات إنسانية لإطلاق تحذير من كارثة في شمال سوريا وشمالها الشرقي. وكان من أول تبعات هذا التراجع في منسوب المياه هو خطر انقطاع المياه والتيار الكهربائي عن ملايين السكان الذين يعانون أساسًا من وضع اقتصادي كارثي.
#العراق يلجأ إلى "الخزين الميت" لمواجهة أزمة الجفاف#شبابيك تقرير: محمد طلبة رضوان pic.twitter.com/gjUL4E7H3b
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 8, 2023
أمّا في العراق، فإن بلاد الرافدين تعيش تحت وطأة نوبات جفاف حادة بسب تغيرات المناخ وتراجع الأمطار زيادة على الاستخدام غير المستدام للمياه، بحسب مكاتب الأمم المتحدة العاملة في العراق.
ومما فاقم الوضع أيضًا هو انخفاض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات نتيجة لنقص الإطلاقات المائية الواردة لهما من تركيا وإيران.
ومن أبرز الأثار المدمرة للجفاف فقد ظهرت على النظام البيئي في مناطق الأهوار جنوبي العراق التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم في 2016 على لائحة التراث العالمي.
لكن اليوم أصبحت تلك المنطقة أراض قاحلة ما أجبر سكانها، وفق منظمة "الفاو"، على مغادرة قراهم بحثًا عن المياه. ولا يختلف المشهد أيضًا في غرب البلاد فقد حول الجفاف بحيرة الحبانية من وجهة سياحية إلى بركة راكدة.