الأحد 17 نوفمبر / November 2024

في غزة.. البساتين وملاعب كرة القدم تتحول إلى مقابر للشهداء

في غزة.. البساتين وملاعب كرة القدم تتحول إلى مقابر للشهداء

شارك القصة

بساتين وملاعب تتحول مقابر في قطاع غزة - رويترز
بساتين وملاعب تتحول إلى مقابر في قطاع غزة - رويترز
تجبر العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، على دفن شهدائها وفق ما هو متوافر من إمكانات في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم.

تسببت الأعداد الكبيرة من الشهداء في غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في اكتظاظ معظم المقابر هناك مع استحالة الوصول إلى بعضها بسبب الغارات الإسرائيلية التي لا تتوقف على المناطق السكنية.

نتيجة ذلك، اضطرت بعض العائلات الفلسطينية إلى دفن شهدائها وفق ما هو متوافر من إمكانات في ظل هذه الأزمة الإنسانية، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قد أعلنت الخميس، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 10 آلاف و812 فلسطينيًا، منهم 4412 طفلًا، فيما أصيب أكثر من 26 ألفًا آخرين.

بستان الشهداء

وعلى سبيل المثال، أجبر المزارع الغزاوي محمود المصري من سكان شمال قطاع غزة إلى النزوح قبل حوالي 10 أيام مع زوجته وأولاده إلى مستشفى في جنوب غزة.

ويروي المزارع لوكالة الأنباء الفرنسية في خانيونس جنوب القطاع، أن القصف العنيف والمتواصل اضطره إلى دفن أفراد من عائلته هم إخوته الـ 3، و5 من أبنائهم في بستان، بعدما استشهدوا في ضربة إسرائيلية على بيت حانون.

فقبل أن يفر محمود المصري البالغ 60 عامًا إلى رفح جنوب قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي، دفن أفراد عائلته في قبر جماعي حفره في بستان حمضيات تابع لمنزله الذي يقع بالقرب من السياج الحدودي للقطاع.

ويقول المصري: "لا خيار لدينا، فالمقبرة تقع في المنطقة الحدودية التي توغلت فيها الدبابات.. الوضع خطير جدًا، سوف أنقل الجثث بعد الحرب.. علمت أن الجرافات الإسرائيلية هدمت بيتي لا أعرف هل بقي القبر أم دمروه".

اكتظاظ المقابر في غزة بالشهداء - رويترز
اكتظاظ المقابر في غزة بالشهداء - رويترز

مقبرة ملعب كرة القدم

أما في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية منازل سكنية مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفق ما أكّدت وزارة الصحة في غزة.

حينها، انتشل السكان جثث نحو 50 شهيدًا من تحت الركام، معظمهم من النساء والأطفال، وحمل الأهالي تلك الجثامين في صندوق شاحنة إلى المستشفى الإندونيسي قبل أن ينقل بعضها على عربات تجرها جياد بسبب نفاد الوقود إلى إحدى المقابر.

وبعدما لم يجدوا مكانًا لدفن جثامين الشهداء، توجهّ المشيعون نحو ملعب ترابي لكرة القدم خلف المستشفى الإندونيسي حيث أقاموا حفرة كبيرة مستطيلة الشكل قسموها إلى قسمين، واحد للذكور والثاني للإناث.

ودفنوا الأهالي في هذه الحفرة شهدائهم، قبل أن يغطوها بألواح من الصفيح ويرموا عليها الأتربة.

الأماكن العامة والمساحات الواسعة تتحول إلى مقابر لشهداء غزة - رويترز
الأماكن العامة والمساحات الواسعة تتحول إلى مقابر لشهداء غزة - رويترز

وقبل الحرب، كان الملعب الواقع في منطقة تل الزعتر في مخيم اللاجئين مخصصًا للمباريات المحلية وهو تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

في هذا الصدد يقول شحتة ناصر البالغ 48 عامًا لوكالة الأنباء الفرنسية: "ندفن الشهداء في أماكن عامة، في الملاعب، في أراضٍ فارغة، لا مكان في المقابر".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close