لم يوقف اقتحام الشرطة الأميركية حرم جامعة كولومبيا واعتقال أكثر من مئة طالب على خلفية مشاركتهم في الاحتجاج على حرب غزة، الطلاب عن المضي قدمًا في الاعتصام تعبيرًا عن استنكارهم للحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وقد خالفت هذه الجامعة التي تعد إحدى أهم الجامعات النخبوية على الصعيد العلمي في الولايات المتحدة، ميثاق الحرية التي منحتها قوانين التعليم العالي للطلاب، بل انتهكت حقوقهم الديمقراطية في حرية التعبير عن الرأي، عندما مارست الشرطة العنف مع الطلاب المعتقلين، وفق ما يقوله الطلاب.
وأفاد غرانت مينر، طالب أميركي يهودي تعرض للاعتقال في شهادته بأنه واجه اتهامات بتقويض النظام العام على الرغم من أن كل ما قام به هو ترديد شعارات تطالب بوقف الإبادة في غزة.
وأضاف مينر: الشرطة "تعاملت مع الطلبة المتظاهرين بعنف وقيدت أيدي المعتقلين في بلد يدعي الديمقراطية، وكأننا كنا في ساحة حرب".
أمّا الطالبة ليلى صليبة، التي شاركت في المظاهرات، فقالت: "إدارة الجامعة علقت عضوية خمسة طلاب وحرمتهم من الدراسة ووجهت لهم اتهامات بمخالفة قانون الجامعة وقيادة مظاهرة غير مرخصة".
وأضافت ساخرة: "وجهت السلطات اتهامات بمعاداة السامية للمتظاهرين؛ بمن فيهم زميلنا مينر رغم أنه يهودي".
انتقادات واسعة لرئيسة الجامعة
وصرحت رئيسة الجامعة نعمت شفيق وهي أميركية من أصول عربية، بعد توجيه انتقادات لها إثر استعانتها بالشرطة لفض الاحتجاجات، بالقول: "الاحتجاج يشكل تهديدًا لعمل الجامعة".
وقد جاءت تصريحات شفيق غداة جلسة مساءلة لها من إحدى لجان الكونغرس، للتحقيق في ما قيل إنه إخفاق في حماية الطلاب والموظفين من تصاعد معاداة السامية في الجامعة.
وتعقيبًا على جلسة المساءلة نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالًا علقت فيه قائلة: "طلب الجمهوريون قمعًا لنقاد إسرائيل فلبت كولومبيا الطلب".
وأضافت: "من الواضح أن رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، لم تكن لديها نية ملاقاة مصير رئيستي جامعتي هارفارد وبنسلفانيا اللتين أجبرتا على الاستقالة من منصبيهما بعد ظهور كارثي لهما أمام لجنة في الكونغرس تحقق في معاداة السامية في الحرم الجامعي".
وقارن كثيرون موقف رئيسة جامعة كولومبيا غير الإنساني أو المهني رغم أنها منحدرة من أصول عربية، بموقف الممثلة الأميركية الأصل سوزان ساراندون التي ضحت بمستقبلها المهني، وأقصيت من هوليود بسبب نصرتها للقضية الفلسطينية، لكنها- إلى اليوم- لا تفوت نشاطًا مدافعًا عن غزة إلا وشاركت فيه.
ساراندون: "ستنتصر الحقيقة"
وقد ظهرت سوزان ساراندون وهي تشارك الطلاب اعتصامهم وتقول: "يجب أن تسمع أصوات الطلاب، لأن هذا حقهم الديمقراطي، أما مواجهتهم بالعنصرية والعصبية فهذا غير مقبول إطلاقًا".
وأضافت مخاطبة الطلاب: "يجب أن تعلموا أنكم مصدر إلهام لكثير من الناس، خصوصًا أولئك الذين يخافون، المتقدمون في السن يتطلعون إليكم وإلى أصواتكم وإلى تنظيمكم وإصراركم ولطفكم لتحدثوا فارقًا في هذا الوضع، فأنتم تقدمون لي الأمل، لي ولكثير من الناس. وفي النهاية ستتنصر الحقيقة".
هذا وكان تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع أحداث جامعة كولومبيا واسعًا.
فقد وجّه منير حديثه إلى نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا وقال: "لو كانت رئيسة جامعة في الشرق الأوسط وليس أميركا، لكانت أطلقت النار بيدها على الطلبة. لكن لأنها في أميركا طلبت من قوات الشرطة دخول الحرم الجامعي وفض مظاهرة غزة، والفضيحة عالمية".
أمّا عبد العزيز فأردف قائلًا: "احتمت بالشرطة لخوفها على كرسيها الذي لا يعني شيئًا بعد سقوطها الأخلاقي بهذا التصرف".
في حين كتب حجي راضي أن "الأمر تعدى عملية الاعتقال إلى وصف الاعتصام بأنه جزء من النشاط المعادي للسامية، وبقية القصة معروفة كباقي السرديات التي أصبحت مكررة عن العداء للسامية".