"لا أريد مؤيدين للإرهاب في شركاتي"، بهذه المزاعم يقود ملياردير أميركي حملة على المتعاطفين مع الفلسطينيين تقوم على التهديد بمنع تشغيلهم مستقبلًا في مؤسسات كبيرة.
فيواظب رجل الأعمال اليهودي الأميركي بيل أكمان منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على ترويج رواية الاحتلال وتبرير جرائمه.
حملة عدوانية على الطلبة
ومؤخرًا، شرع أكمان الذي تبلغ ثروته 3.5 مليارات دولار ويندرج اسمه ضمن قائمة "فوربس" لأغنى 1000 شخص في العالم، في قيادة حملة عدوانية على الطلبة المتضامنين مع القضية الفلسطينية.
فقد استغل رجل الأعمال كونه خريج جامعة هارفارد لرصد ما يحدث في الجامعة بشكل خاص، إذ كانت 33 منظمة طلابية في الجامعة قد أصدرت بيانًا تحدثت فيه عن ارتكاب إسرائيل أعمال عنف في قطاع غزة.
ورد أكمان بأنه طالب بالكشف عن أسماء الطلاب الذين يقفون وراء البيان، وصرّح في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023: "لا يمكن الاختباء وراء التنظيمات الطلابية أو الأسماء العامة عند إصدار بيان يدعم الإرهابيين".
وأضاف أكمان: "يجب أن تكون أسماؤهم ظاهرة حتى يعرف الرأي العام آراء هؤلاء الطلاب".
في المقابل، رفضت جامعة هارفارد طلب الملياردير الأميركي ليقوم هذا الأخير بنشر أسماء 30 طالبًا شاركوا في نشاط آخر مناهض للاحتلال.
وعرض الأسماء على شاحنة كانت تجوب شوارع المدينة في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، كما بعث رسالة إلى رئيس جامعة هارفارد قال فيها أن "الجو في الحرم الجامعي أصبح فظيعًا والوضع يزداد سوءًا".
وزعم رجل الأعمال أن الطلاب اليهود في هارفارد يتعرضون للانتهاكات، و"الهجوم اللفظي والجسدي".
قائمة "لا توظفوه"
توازيًا، كشف طالبٌ على موقع "إكس" أن اسمه أدرج في قائمة "لا توظفوه" التي أعدها أكمان، لكن رجل العمال الأميركي نفى هذا الأمر فضلًا عن إنكاره حادثة الشاحنة.
فبرر بيل أكمان أن "ما ناقشته هو أن الطلاب الذين يؤيدون القول بأن إسرائيل مذنبة بارتكاب أعمال حماس الشريرة والهمجية، ليسوا أشخاصًا أرغب في توظيفهم في أي شركة استثمر فيها، لا أريد مؤيدين للإرهاب في شركاتي"
لكن حملة أكمان أدت إلى إصدار 260 مديرًا ومديرًا تنفيذيًا في مجال التمويل بيانًا تعهدوا فيه بعدم توظيف الطلاب أو المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، الذين يشاركون في المظاهرات والأنشطة ضد الاحتلال في الجامعات وفي الشوارع.
ومن بين الموقعين، كبار المسؤولين التنفيذيين في بنكي "جي بي مورغان"، و"أوف أميركا".
هجوم على إدارة هارفارد
كذلك لم يقتصر هجوم الملياردير على الطلبة المناهضين للاحتلال، بل شمل أيضًا إدارة الجامعة التي اتهمها "بالسماح بخلق أجواء معادية للسامية تمثل تهديدًا للطلبة اليهود".
كما وجه دعوة لرئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي لحضور فعالية "فيلم الرعب"، الذي بدأ الاحتلال بثه أخيرًا ويزعم أنه "يتضمن مشاهد مرعبة بشأن سلوك مقاتلي كتائب القسام أثناء هجوم السابع أكتوبر".
إلا أن المديرة اعتذرت لأنها موجودة في واشنطن فعرض أن يرسل إليها طائرته الخاصة لجلبها، لكنها رفضت العرض أيضًا.
فرد عليها أكمان: "نشهد فشل قيادة جامعة هارفارد، هذه المؤسسة المهمة في الولايات المتحدة، وأيضًا في مثل هذه اللحظة الحرجة من التاريخ".