أعلن قادة الإنقلاب في النيجر تعيين الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيسًا للمجلس العسكري الذي يتولى السلطة في البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس المُنتخب محمد بازوم.
وقال مقرّبون من الرئيس بازوم لوكالة "فرانس برس": إن العلاقات تدهورت بين الجنرال تشياني وبازوم منذ أشهر، حيث أعرب الرئيس المُنتخب مؤخرًا عن رغبته في استبدال تشياني.
وأوضح مقرب من الرئيس المخلوع اشترط عدم الكشف عن اسمه، أنّ تشياني "كان نادرًا ما يحضر الاحتفالات الرسمية وأنشطة الرئيس، حيث كان يمثله في الغالب نائبه إبرو إمادو باشارو، العضو في المجلس العسكري الجديد.
انقلاب جارٍ في #النيجر وسط تنديد دولي ودعوات إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب محمد بازوم وإعادته إلى السلطة@AnaAlarabytv pic.twitter.com/tf5wXFCBFh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 27, 2023
ويؤكد مقرّب آخر من محمد بازوم أنه "كان من المقرر اختيار بديل لتشياني، وإجراء إصلاح كبير للحرس الرئاسي في 27 يوليو/ تموز الحالي خلال جلسة مجلس الوزراء".
من هو تشياني؟
والجنرال عبد الرحمن تشياني هو قائد الحرس الرئاسي في النيجر. وهو في الخمسينيات من عمره، يُعرف بتكتّمه الشديد.
وكان تشياني وفيًا للرئيس السابق محمدو يوسوفو، الذي عيّنه قائدًا للحرس الرئاسي خلال ولايتيه الرئاسيتين من 2011-2021.
منذ عام 2015، قاد تشياني "فيلق النخبة" في الجيش النيجري المسؤول عن أمن رئيس الدولة.
ويؤكد الباحث في مجموعة الأزمات الدولية إبراهيم يحيى إبراهيم: "لا نعرفه كثيرًا خارج الأوساط العسكرية، ولا يملك حضورًا علنيًا. إنه رجل في الظل، قوي ولكنه ليس شخصية توافقية للغاية".
"شجاع وذو شعبية"
يتحدّر الجنرال تشياني من فيلينجوي، وهي منطقة قاحلة تبعد نحو 200 كيلومتر شمال شرق نيامي، في منطقة تيلابيري التي شهدت سلسلة هجمات شنّتها جماعات جهادية لسنوات.
وبينما يؤكد منتقدوه أنه "مثير للجدل" داخل الجيش، يصفه مقرّبون بأنّه "رجل قوي" وشجاع" وقبل كل شيء لديه "شعبية" وسط قرابة 700 عنصر من وحدته.
عرفت #النيجر منذ استقلالها انقلابات عسكرية كثيرة.. إليكم أبرزها 👇 pic.twitter.com/dn4bln9HVb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 26, 2023
وأكد مسؤول أنّه "وفقًا لتوجيهات محمدو يوسفو، قام تشياني بتحويل الحرس الرئاسي إلى ماكينة قوية مزودة بأسلحة متطورة".
وصفه موقع "أفريكا ريبورت" (theafricareport.com) بأنّه جنرال "مثير للجدل داخل الجيش النيجري"، مضيفًا أنّه عندما كان يوسفو في السلطة، كان الحرس الرئاسي "مدللًا بشكل خاص"، للحماية من أي محاولة انقلابية في بلد شهد بالفعل أربع محاولات انقلابية منذ استقلاله عام 1960، ولديه حوالي 700 رجل مجهزين ومدرّبين جيدًا.
وبحسب السلطات، فإن تشياني أحبط عدة محاولات للانقلاب خصوصًا في عامي 2021 و2022.
في عام 2021، أحبط محاولة انقلاب عندما حاولت وحدة عسكرية الاستيلاء على القصر الرئاسي، قبل أيام من تنحي يوسفو لإفساح المجال لخليفته المنتخب ديمقراطيًا محمد بازوم.
وعلق أمادو باونتي ديالو وهو عسكري سابق قائلًا: "الجنرال تشياني ضابط أثبت نفسه في الميدان".
ويتألف المجلس العسكري الجديد من عدد من الضباط الرفيعين في جيش النيجر، وشارك بعضهم في انقلابات سابقة، من بينهم الجنرال ساليفو مودي، وهو رئيس أركان الجيوش السابق الذي أُقيل في أبريل/ نيسان الماضي.