يبدو أنّ إرث سوريا الحضاري بات في مهبّ الريح، بعد أكثر من 40 عامًا من الإهمال من قبل النظام السوري، قبل الثورة وبعدها، توّجت باستهداف هذه المدن بالقصف والتدمير.
فقد نالت مدن الشمال السوري القديمة حصة الأسد من الدمار، حيث كانت بعض البيوت الأثرية مرارًا وتكرارًا، هدفًا للغارات الجوية من قبل النظام.
وقال صاحب محل في الأحياء القديمة، محمود الصوص لـ "العربي"، إن المنطقة تعرّضت لقصف كبير من قبل النظام، وقد وصل عدد المجازر التي ارتُكبت فيها إلى أكثر من 25.
وكان النظام قد هدم بغطاء قانوني، قبل اندلاع الثورة السورية، جزءًا كبيرًا من الأحياء القديمة والخانات في مدينة أريحا التي يزيد عمرها، بحسب باحثين تاريخيين، عن 5 آلاف عام، حيث يبدو أنّ الاهتمام بهذه المدينة وحفظها من الزوال لم يعد أولوية لأحد.
"بارقة أمل" رغم الدمار
ورغم الدمار الذي حل بالمدن القديمة ومعالمها التاريخية، فإن محاولات إعادة ترميم بعض تلك الأماكن الأثرية، وإن كانت في إطار فردي غير منظم، تعد بارقة أمل لإعادة إحياء تلك المناطق التي تكاد أن تندثر.
وحرص أصحاب حمام أثري في مدينة إدلب على إعادة ترميمه، بعدما تعرّض للقصف من قبل قوات النظام السوري وتم إغلاقه لأكثر من عشر سنوات، حيث أشار أحد المرممين، زياد دهنين، إلى أنه قام بترميم الحمام أكثر من مرة.
وفي النتيجة، بات هذا الحمّام نافذة تطلّ على إرث البلاد القديم، يرتاده محبّو الأماكن القديم والباحثون عن لحظات جميلة تبعد عن خيالهم شبح الحرب وهموم الحياة.