السبت 16 نوفمبر / November 2024

قتال عنيف ونهب وتشريد.. أزمة النزوح تتفاقم في السودان

قتال عنيف ونهب وتشريد.. أزمة النزوح تتفاقم في السودان

شارك القصة

يعيش الشعب السوداني أكبر أزمة لجوء في العالم وفق الأمم المتحدة
أكثر من 10 ملايين سوداني نزحوا منذ اندلاع النزاع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع- رويترز
دفعت الهجمات المتتالية لقوات الدعم السريع سكان قرى ومدن سودانية إلى النزوح، مع عودة المعارك الشرسة وتفاقم الأزمة الإنسانية.

يتواصل نزوح سكان قرى في ولاية الجزيرة بالسودان، بعد هجمات دامية لقوات الدعم السريع، حيث بدأ إخلاء الجرحى من قرى محافظة الكاملين إلى المستشفيات القريبة، وسط مواجهات متقطعة بين السكان المحليين والقوات المهاجمة.

وبعد اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، منتصف أبريل/ نيسان العام الماضي، قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إنّ الحرب لتوها بدأت، متوعدًا من بيت عزاء في ولاية نهر النيل بسحق قوات الدعم السريع.

أزمة اللجوء

وعلى الأرض، تقول الأمم المتحدة: إن السودان يشهد أكبر أزمة لجوء في العالم، وسط ندرة مياه الشرب، ودمار المرافق الخدمية، إضافة إلى الأمان المفقود مع تواصل القتال والقصف.

وتكاد قرى ولاية الجزيرة شرقي البلاد، أن تفرغ من ساكنيها بفعل الهجمات القاتلة من قوات الدعم السريع، إذ تتعرض قرى الفريجاب والتكينة ومختلف مناطق محافظة الحصاحيصا، لعمليات قتل يومي، تتبعها أعمال نهب وسلب وتشريد.

أما مناطق أب قوتة، وقرى ولاي سنار لم تسلم هي الأخرى كما تعاني الفاشر من ويلات القتال اليومي في شمال دارفور، حيث قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، أمس الخميس، إن التقارير الواردة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي السودان "مروعة".

ومنذ 10 مايو/ أيار الجاري، تشهد المدينة اشتباكات بين الجيش تسانده قوات الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام، ضد قوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور.

مشفى وحيد

أما السكان المتمسكون بالبقاء، فيعملون متطوعين في إسعاف المصابين وتوفير الطعام للمحتاجين، لكن منطقة كبكابية تفقد أعدادًا كبيرة من سكانها نتيجة قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، وفق رواية السكان المحليين.

وفي مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن البلاد، فعاد قصف قوات الدعم السريع من جهة مدينة بحري، وكذلك هجماتها من غرب أم درمان.

وسجلات الضحايا اليومية في مستشفى النو، المشفى الصامد الوحيد في المدينة، تئن بالمطالبات المالية، لتوفير العلاج والعمليات الجراحية والصور الطبية. كما أن غرف الطوارئ تعمل بمتطوعين.

وحذرت هيئة نقابات السودان من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون، مشيرة إلى أن أكثر من 25 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة والدعم الإنساني العاجل.

ولقي عشرات الآلاف من السودانيين حتفهم ونزح الملايين منذ اندلاع الحرب العام الماضي، فيما قادت الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لوقف القتال، لكنها لم تحقق سوى نجاحًا محدودًا، كما تفتقر لأدوات ضغط فعالة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close