شنّت روسيا أمس السبت، سلسلة هجمات صاروخية رافقها قصف مدفعي على مدن شرق أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، وفق ما أكد مسؤولون في كييف.
وقال مسؤول أوكراني محلي إن آخرين ما زالوا تحت أنقاض المباني التي دمرتها الهجمات الروسية الأخيرة، والتي طالت مدينتين قريبتين من خط المواجهة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.
إلى ذلك، ذكر قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك اليوم الأحد، أن قواته أسقطت 12 طائرة مسيّرة هجومية أطلقتها روسيا الليلة الماضية، بالإضافة إلى صاروخ كروز من طراز "كيه.إتش-59"، وطائرة قاذفة مقاتلة من طراز سوخوي-34.
وتحقق القوات الروسية تقدمًا بطيئًا عبر منطقة دونيتسك، لكن مدينتَي كراماتورسك وسلوفيانسك ستكونان أهدافًا مؤكدة لموسكو، إذا حققت تقدمًا أكبر على طول خط الجبهة الممتد لألف كيلومتر، لا سيما وأن الجيش الروسي في معنويات مرتفعة بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الإستراتيجية والتاريخية في شرق أوكرانيا.
وكان وقع انسحاب الجيش الأوكراني من أفدييفكا قاسيًا على كييف وحلفائها، ووصل إلى حد تحميل الرئيس جو بايدن "تقاعس المشرعين الأميركيين" مسؤولية السيطرة الروسية على المدينة.
ويعرقل الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس إقرار 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
واتصل بايدن بالرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت "لتأكيد التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا"، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وقال البيان إن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا جاء "بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونغرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر".
وأكد بايدن "الدعم القوي من الحزبين في الحكومة الأميركية وفي أوساط الشعب الأميركي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، داعيًا الكونغرس إلى تمرير مشروع قانون الإنفاق بشكل عاجل بما في ذلك المساعدات المخصصة لأوكرانيا.
"سخيف وغير أخلاقي"
وأبلغ بايدن زيلينسكي بأنه "واثق" من أن الكونغرس سيجدد المساعدات العسكرية لكييف، قائلًا إنه من دون مساعدة الولايات المتحدة فإن كييف قد تخسر مزيدًا من الأراضي أمام التقدم الروسي.
وقال بايدن لصحافيين في ديلاوير "تحدثت مع زيلينسكي بعد ظهر اليوم لأخبره بأنني واثق من أننا سنحصل على هذه الأموال".
واعتبر أن فشل المشرعين الأميركيين في الموافقة على تمويل جديد للمساعدات العسكرية لكييف سيكون "سخيفًا" و"غير أخلاقي"، مضيفًا "سأكافح من أجل تزويدهم بالذخيرة التي يحتاجون إليها".
من جهته، أعلن زيلينسكي مساء السبت أنه تحدث هاتفيًا الى بايدن وناقش معه الوضع على الجبهة، مؤكدًا ثقته بأن الكونغرس الأميركي سيتخذ "قرارًا حكيمًا" بالافراج عن المساعدات لكييف.
وكتب زيلينسكي على تطبيق تلغرام: "أنا مسرور بأنه يمكنني التعويل على الدعم الكامل للرئيس الأميركي. نثق أيضًا بالقرار الحكيم للكونغرس الأميركي".