قٌتل عدد من الأشخاص اليوم الثلاثاء في غارة روسية دمرت جزئيًا مبنى الإدارة الإقليمية في ميكولاييف، وهي مدينة قريبة من أوديسا شهدت فترة هدوء في الأيام الأخيرة، فيما قصفت القوات الروسية إحدى محطات الوقود في العاصمة الأوكرانية كييف.
وقد انهار المبنى المستهدف جزئيًا بعد القصف الروسي.
من جانبه، كتب الحاكم فيتالي كيم: "تضرر مبنى الإدارة الإقليمية"، مؤكدًا أن معظم الأشخاص الذين كانوا فيه لم يصابوا بأذى. وأضاف: "نبحث عن ثمانية مدنيين وثلاثة جنود".
وأوضح: "في الوقت الراهن ما زلنا نجري عمليات بحث. لا توجد وفيات مؤكدة" حتى الآن، مشيرًا إلى أن "نصف المبنى دمر" ومكتبه تضرر.
ولفت إلى أن الروس "أدركوا أنهم لن يتمكنوا من السيطرة على ميكولاييف وقرروا إلقاء التحية علّي وعلينا جميعًا" عبر قصف المبنى.
The shelling of the building of the regional state administration of Mykolaiv in #Ukraine. pic.twitter.com/BMTnQbaDLn
— Hanna Liubakova (@HannaLiubakova) March 29, 2022
من ناحيته، روى دونالد وهو كندي متقاعد يبلغ 69 عامًا في ميكولاييف: "كنت أتناول الإفطار في شقتي. سمعت صفيًرا، ثم دويّا وانفجر زجاج نافذتي".
وأضاف "إنه أمر مخيف. كنا محظوظين هنا في ميكولاييف إذ لم نشهد الكثير من الانفجارات في وسط المدينة" كما هي الحال في مدن أخرى.
استهداف محطات الوقود في كييف
وفي سياق الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي يدخل أسبوعه الخامس، قصفت القوات الروسية اليوم الثلاثاء إحدى محطات الوقود في العاصمة الأوكرانية كييف.
وأفاد مراسل "العربي" بأن سيارات الإسعاف التي وصلت إلى المنطقة تحاول السيطرة على الحريق الكبير الذي اندلع نتيجة القصف الروسي.
ورصدت لقطات خاصة لـ"العربي" حجم الحريق الكبير الذي لحق بمحطات الوقود وتصاعد سحب الدخان بشكل كبير.
وكانت القوات الروسية نفذت أمس الإثنين ضربة صاروخية على مستودع نفطي في ريفن بشمال غرب أوكرانيا، حسبما أفاد حاكم المنطقة فيتالي كوفال.
"إعادة السيطرة"
وكان وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي أعلن أمس الإثنين أنّ القوات الأوكرانية "حرّرت" بلدة إربين، الضاحية الشمالية الغربية للعاصمة كييف، من القوات الروسية.
وبدا الوضع هادئًا نسبيًا الثلاثاء في هذه المنطقة الواقعة على مسافة 20 كيلومترًا شمال غرب كييف حيث سمع دوي إطلاق نار متقطع، بحسب وكالة فرانس برس.
لكن جنودًا منعوا وصول الصحافيين إلى الجسر المدمر الذي يؤدي إلى المدينة، قائلين إن القوات الأوكرانية ما زالت تنفذ عملية "تطهير" في المنطقة.
كما استعاد جنود أوكرانيون السيطرة على قرية مالا روغان الصغيرة في الريف على مسافة أربعة كيلومترات شرق خاركيف.
وأعلنت أوكرانيا الثلاثاء استئناف عمليات إجلاء السكان عبر ثلاثة ممرات إنسانية، خصوصًا من مدينة ماريوبول المحاصرة، بعد تعليقها يومًا خشية من "استفزازات" روسية.
خسائر الجيش الروسي
في غضون ذلك، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية، أن الخسائر التي كبدتها قواتها للجيش الروسي بلغت 17 ألف و200 جندي و127 مقاتلة و129 مروحية و597 دبابة منذ بدء الحرب في 24 شباط/ فبراير الماضي.
وأشارت الهيئة في بيان إلى أنّ الجيش الأوكراني دمر في الفترة بين 24 فبراير و29 مارس/ آذار 1710 مركبات مدرعة و303 مدافع و96 منظومة صاروخية و54 منظومة صواريخ دفاع جوي.
وبحسب البيان تمكن الجيش الأوكراني من تدمير 1178 مركبة عسكرية و7 سفن وزوارق حربية و73 سيارة وقود و71 طائرة بدون طيار للجيش الروسي.
وعلى المقلب الآخر، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الثلاثاء: أن القدرات العسكرية الأوكرانية تراجعت بشكل خطير، مشددًا على أن بلاده استكملت المهام الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية التي تنفذها في أوكرانيا.
وحذر شويغو خلال حديثه إلى مسؤولين في اجتماع بثه التلفزيون من أن روسيا سترد بالشكل المناسب إذا زود حلف شمال الأطلسي أوكرانيا بطائرات ومنظومات دفاع جوي.
وفي 24 فبراير الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".
ومنذ اندلاع الحرب، قتل ما لا يقل عن 1151 مدنيًا وأصيب 1824 آخرين في أوكرانيا، حسبما أعلنت الأمم المتحدة أمس الإثنين.
وأجبر الصراع حتى الآن حوالي 3,9 ملايين أوكراني على الفرار من بلادهم، بحسب الأمم المتحدة التي تسعى إلى "وقف إطلاق نار إنساني".