انتشر مقطع فيديو مروّع على الإنترنت يُظهر جنودًا روسيين أسرى يتعرّضون للضرب قبل إطلاق النار عليهم من أشخاص يُرجح أن يكونوا أوكرانيين؛ فيما قالت السلطات الأوكرانية إنه لا يمكنها تأكيد الواقعة لكنها ستُحقّق فيها.
وتُظهر اللقطات جنودًا يرتدون الزي العسكري الروسي مقيدين ويركعون على الأرض، وملطخين بالدماء، وضعت أكياس فوق رؤوس بعضهم، بينما يطلق جنود، يرجّح أنهم أوكرانيون، النار على أرجلهم، فيما يُضرب أحدهم بالبندقية على وجهه.
وفي اللقطات، التي استمرت لأكثر من خمس دقائق، يواظب عدد من الجنود الخاطفين، الذين ارتدوا شارات زرقاء خاصة بالجيش الأوكراني، على الاعتداء بالضرب والركل على الأسرى.
وحدّدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية الموقع الجغرافي الذي تمّ تصوير الفيديو فيه على أنه بالقرب من مصنع ألبان في قرية مالايا روهان، في منطقة خاركيف.
وظهر الفيديو لأول مرة على الإنترنت يوم الأحد، أي بعد يومين من إعلان القوات الأوكرانية أنها استعادت القرية، وأنه تم القبض على جنود روس واحتجازهم في بلدة على بعد خمسة أميال شمال مالايا روهان يوم الجمعة.
كييف تحقّق
وتعليقًا على الفيديو، قال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقطع فيديو على موقع يوتيوب الأحد: إن أوكرانيا ستعاقب المسؤولين إذا وجد التحقيق أن الفيديو موثوق.
وأضاف، في بيان منفصل على موقع "تلغرام" موجه إلى القوات الأوكرانية: "نحن جيش أوروبي، ولا نسخر من سجنائنا".
بينما وصف بعض المسؤولين الأوكرانيين الفيديو بأنه "دعاية روسية" لكن دون تقديم أدلة على ذلك.
وقال الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات المسلحة الأوكرانية في بيان الأحد: إن روسيا أعدت مقاطع فيديو في محاولة لتشويه سمعة القوات الأوكرانية، التي قال إنها "تلتزم بصرامة بمعايير القانون الإنساني الدولي".
"جرائم حرب"
وتعتبر الأفعال التي تمّ تصويرها "جرائم حرب" بموجب اتفاقيات جنيف، التي تحظر إساءة معاملة أسرى الحرب، واستخدامهم لاثارة "الفضول العام".
وحثّت جماعات حقوق الإنسان أوكرانيا على التوقف عن عقد مؤتمرات صحفية مع الجنود الروس الأسرى ونشر صورهم على الإنترنت، محذرة من أن مثل هذه الأعمال تنتهك القانون الدولي.
ورغم أن الدول الغربية اتهمت روسيا بارتكاب "جرائم حرب" في أوكرانيا، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن الفيديو أثار الانتقادات، "وربما يتردد صداه بين مؤيدي الهجوم خاصة وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزعم أنه هاجم أوكرانيا لوقف الإبادة الجماعية ضد المتحدثين باللغة الروسية، وأن الفيديو، سواء كان حقيقيًا أم لا، يتوافق مع حملته الإعلامية المضللة".
وفي هذا الإطار، قال ألكسندر باستريكين، رئيس لجنة التحقيق الفيدرالية الروسية في بيان، إنه أصدر تعليماته للمحققين بجمع الأدلة والتعرف على الجناة "لتقديمهم لاحقًا إلى العدالة".
وهذا الفيديو ليس الأول الذي يظهر سوء معاملة الأوكرانيين للسجناء.
ونشرت القوات المسلحة الأوكرانية مقطع فيديو مدته 8 دقائق يوم السبت، لإلقاء القبض على 27 روسيًا خلال استعادة مدينة فيلكيفكا المجاورة لخاركيف.
وظهر الجنود الروس، وقد جرد الكثير منهم من ملابسهم الداخلية، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم وأعينهم مغطاة. وقامت القوات الأوكرانية بتكديسهم على عربات النقل والشاحنات.
