يرتبط فصل الصيف بالنشاطات الخارجية على غرار حفلات الشواء في ظلّ درجات حرارة عالية تؤمن بيئة مثالية للبكتيريا والجراثيم، ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى التسمم الغذائي.
ويُصاب الإنسان عادة بهذا المرض نتيجة تناول الأطعمة أو المشروبات الملوّثة والتي تحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات يُمكن أن تتكاثر في الجسم.
وتشمل المصادر البكتيرية الشائعة للتسمّم الغذائي: السالمونيلا والإشريكية القولونية والليستيريا.
من هنا، تأتي أهمية التأكد من مصادر الطعام الجاهز عند شرائه من السوق، ومن نظافة الطعام عند إيصاله إلى المنزل وتحضيره وتخزينه، وفق ما توضح الطبيبة المتخصّصة في الصحة العامة وعلوم التنمية باميلا هندي.
وتشدّد هندي في حديث سابق إلى "العربي"، على أهمية التأكد من نظافة معدّات المطبخ، ولا سيما ألواح التقطيع، وعدم ترك الطعام خارج الثلاجة في فصل الصيف.
ما هي أعراض التسمم الغذائي؟
قد تبدأ أعراض الإصابة بالتسمّم الغذائي في غضون ساعات قليلة من تناول طعام ملوّث أو بعد أسبوع.
وعادة ما تختفي بعض الأعراض مثل الإسهال والغثيان والقيء في غضون أيام قليلة، ومع ذلك، إذا كنت تعاني من أعراض أكثر حدة، يجب الحصول على العناية الطبية اللازمة.
وفي حين تتشابه العديد من الأعراض لدى البالغين والأطفال، إلا أن الرضع والأطفال الصغار قد تظهر عليهم علامات مختلفة.
فالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم أكثر عرضة بثلاث مرات للدخول إلى المستشفى بسبب التسمّم الغذائي بالسالمونيلا.
وترصد مجلة "هيلث" (health.com) أعراضًا مختلفة للتسمّم الغذائي لدى البالغين والرضع، وفقًا لما يلي:
-
أعراض شائعة
تشمل الأعراض الشائعة لدى البالغين: الغثيان، والإسهال، والتقيؤ، والألم أو التقلّصات في البطن، والحمى، والصداع.
أما الأعراض الشائعة لدى الرضّع فهي: تغير في الحالة العقلية، مثل المزاح الحاد، ونقص الطاقة، والإسهال الذي يستمر لأكثر من 24 ساعة، وكثرة البراز أو القيء.
-
جفاف الجسم
تتمثّل أعراض جفاف الجسم المرتبط بالتسمّم الغذائي لدى البالغين في: العطش الشديد، وجفاف الفم، وجفاف الجلد والتبوّل أو التعرّق أقل من المعتاد، إضافة إلى لون بول داكن، والتعب، والدوخة.
أما لدى الأطفال والرضع، فتشمل: جفاف الفم، والبكاء بلا دموع، وعدم التبوّل لأكثر من ثلاث ساعات، والنعاس الشديد، والمزاج الحاد، وارتفاع درجة الحرارة.
-
أعراض شديدة
يتم إدخال حوالي 128 ألف شخص إلى المستشفى سنويًا بسبب أعراض التسمّم الغذائي الشديدة.
وتشمل الأعراض الشديدة التي تستوجب العناية الطبية: تغّيرات الحالة العقلية مثل الارتباك، وست نوبات أو أكثر من الإسهال في اليوم، وأن يستمر ذلك لأكثر من ثلاثة أيام، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل بسبب القيء المتكرر، وألم شديد في البطن أو المستقيم، وبراز أسود، وحمى تزيد عن 38.8 درجة.
أما الأعراض الشديدة لجفاف الجسم، فتشمل: سرعة التنفّس أو في ضربات القلب، وقلة التبول، والارتباك، والإغماء.
-
أعراض عصبية نادرة
يمكن أن يؤدي التسمّم الغذائي إلى أعراض عصبية ومعوية. وهذه الحالات نادرة الحدوث لكنها قد تُسبّب أعراضًا خطيرة ومميتة، مثل التسمّم الوشيقي (botulism).
وهذا النوع من التسمّم هو مرض خطير يُسبّبه سم من بكتيريا "Clostridium botulinum"، الموجودة في التربة، ويمكن أن يحدث بسبب تناول طعام ملوث بالسمّ.
وغالبًا ما يحدث بعد تناول الأطعمة المخمّرة، أو الأطعمة غير المعلبة بشكل صحيح، ولا سيما الأطعمة منخفضة الحموضة مثل الفاصوليا الخضراء والبنجر والبطاطا.
وتشمل أعراض الإصابة بالتسمّم الوشيقي لدى البالغين: الصداع، والوخز أو التنميل في الجلد، والضعف، والرؤية المزدوجة أو غير الواضحة، وتدلّي الجفون، والكلام غير الواضح، والشلل.
أما أعراض التسمّم الوشيقي لدى الرضع، فتشمل: البكاء بصوت خافت أو متغيّر، وقلة تعبيرات الوجه، والإمساك، وقلة الأكل، وعدم الاستجابة بشكل طبيعي للتغيّرات في الضوء، وتدلي الجفون، وصعوبة في التنفّس.
عمومًا، يجب على المصاب بالتسمّم الغذائي طلب الرعاية الطبية إذا كان غير قادر على الاحتفاظ بالطعام أو السوائل على مدار عدة أيام، أو إذا كانت المرأة حاملًا.
كما يجب اللجوء إلى الطبيب في حالات الإصابة لدى الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، والبالغين فوق سن 65 عامًا، إضافة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.