ركّز جيش الاحتلال الإسرائيلي، على استهداف مؤسسة "القرض الحسن" المالية التابعة لحزب الله، وذلك في إطار توسيع عدوانه على لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بأن "عدد الغارات على الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت بلغ 11 غارة، منها غارة على فرع القرض الحسن القريب من مطار رفيق الحريري الدولي".
قصف مؤسسة "القرض الحسن"
وفي التفاصيل، شنت إسرائيل غارة على منطقة البقاع في شرق لبنان أصابت منطقة الهرمل وطالت مبنى يضم فرعًا لمؤسسة "القرض الحسن" المالية التابعة لحزب الله، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية، عقب تحذير الجيش الإسرائيلي بأنه سيبدأ قريبًا بضرب "هذه البنى التحتية".
كما أغار طيران الاحتلال الحربي ليل الأحد على مبنى "القرض الحسن" في صور والشهابية، مما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار مادية جسيمة بعشرات المنازل المحيطة، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في إذاعة "صوت الفرح" التي تقع في المبنى المستهدف.
وحذّر الجيش الإسرائيلي مساء الأحد من أنه سيبدأ بضرب "بنى تحتية" عائدة لجمعية "القرض الحسن" التابعة لحزب الله طالبًا من السكان الابتعاد عنها فورًا.
وزعم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة "إكس" أن "جمعية القرض الحسن تشارك في تمويل النشاطات الإرهابية لمنظمة حزب الله ضد إسرائيل"، مضيفًا أن جيش الاحتلال "قرر مهاجمة هذه البنى التحتية".
وفي العام 2007، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على جمعية "القرض الحسن"، قائلة إن حزب الله يستخدمها "غطاء لإدارة الأنشطة المالية للجماعة والوصول إلى النظام المالي العالمي"، وفق وصفها.
وضمن السياق، قال مسؤول كبير في الاستخبارات الإسرائيلية لصحافيين، إن الضربات المخطط لها تستهدف ليس فقط الإضرار بحزب الله على الصعيد المالي، بل أيضًا التأثير على الحاضنة الشعبية التي تلجأ إلى خدمات مؤسسة القرض الحسن.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤول خلال إحاطة إعلامية طالبًا عدم الكشف عن هويته قوله: "الهدف الرئيسي هو التأثير على علاقة الثقة بين حزب الله والكثير من أفراد الطائفة الشيعية الذين يستخدمون هذا النظام"، وفق قوله.
ضربة بنية حزب الله الاقتصادية
وفي الإطار ذاته، قال علي سبيتي، مدير المركز العربي للحوار، إن "استهدافات الاحتلال الهمجية تطال بشكل أو بآخر بنية حزب الله، وخاصة أن القرض الحسن يشكل أهمية للناس من ناحية الدعم الخدمي، لأن عملية الاستثمار في هذا المال هي خدمة أكثر من كونها عملية جني أرباح".
وأضاف سبيتي في حديث للتلفزيون العربي من بيروت، أن "القرض الحسن يلبي حاجات الناس وخدماتهم، وما يسمى ربحًا هو مقتطع من أجل ألا يتم خسارة المال المعتمد عند القرض الحسن، لذلك يتم اقتطاع نوع من الربح كمساهمة لإبقاء حيوية هذا العمل، وعدم وجود خسائر تفضي إلى إغلاق العمل القائم على تلبية الخدمة المباشرة لقطاع كبير من الناس في ظل غياب الدولة والمشروع اللاربحي بشكل نسبي كبير، خاصة عن المجتمعات الفقيرة في لبنان".
وربط سبيتي استهداف "القرض الحسن" بزيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، تحت عنوان تنفيذ القرار 1559، الذي يعتبر ضربًا لحزب الله والمقاومة.
وأردف: "بالتالي، جاءت إسرائيل لتعطي هذه الزيارة خطوة متقدمة من خلال التدمير الهائل للمباني في الضاحية الجنوبية التي لها علاقة بالقرض الحسن".
والقرار 1559 صدر عن مجلس الأمن الدولي في العام 2004، ويقضي بسحب قوات النظام السوري العسكرية والأمنية من لبنان، بالإضافة إلى حل ونزع أسلحة كل "المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية"، بينما يدعم "بسط سلطة الحكومة اللبنانية على كل التراب اللبناني".
وأوضح أن إسرائيل تستهدف ضرب الحاضنة الشعبية لخزان المقاومة في لبنان ولهذا، تستهدف مثل هذه البنية التابعة لحزب الله بهدف تخلي الحاضنة عنه في السلم والحرب.
وأشار إلى أن هذه الحاضنة تعتبر هي التي توفر للحزب الإيجابية المطلوبة من خلال الدعم المفتوح، ولم يرتفع أي صوت مخالف لإرادة المقاومة حتى الآن في لبنان.
وأضاف: "وخاصّةً أن الإسرائيلي يعلم أن الدور الأكبر هو للحاضنة الشعبية التي تلتف حول حزب الله"، وفق سبيتي.