الثلاثاء 17 Sep / September 2024

قصف على جنوب لبنان.. سيناريو إنساني كارثي في حال نشوب حرب شاملة

قصف على جنوب لبنان.. سيناريو إنساني كارثي في حال نشوب حرب شاملة

شارك القصة

أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حرش هورا بين كفركلا ودير ميماس في جنوب لبنان - الأناضول
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حرش هورا بين كفركلا ودير ميماس في جنوب لبنان - الأناضول
أغار الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم الجمعة، على بلدة طلوسة قضاء مرجعيون متزامنًا مع قصف مدفعي على البلدة.

شنّت إسرائيل قصفًا مكثفًا على عدة بلدات في جنوب لبنان اليوم الجمعة، موقعة شهيدين، بينما أعلن حزب الله اللبناني تنفيذه سلسلة هجمات على مواقع مبانٍ يتحصن فيها جنود الاحتلال شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرّض لعدوان إسرائيلي أسفر عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح.

حزب الله يشنّ سلسلة عمليات على مواقع عسكرية إسرائيلية

وأفاد حزب الله في سلسلة بيانات، بأنه استهدف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستوطنة المنارة "‏بالأسلحة المناسبة"، وقصف موقع السماقة في ‌‏تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية "وأصابه إصابة مباشرة". ‏

وأضاف أنه "قصف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات ‏شمونة بصواريخ فلق‏، فيما استهدف عناصره مباني ‏يستخدمها جنود إسرائيليون في مستعمرة كريات شمونة بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة".

وكذلك أشار إلى أنه "شنّ هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة الكتيبة ‏الساحلية التابع للواء الغربي المستحدث في ليمان، مستهدفة أماكن تموضع وتمركز ضباطها وجنودها ‏وأصابت أهدافها بدقة وأوقعت فيهم إصابات مؤكدة".

كما شنّ مقاتلو الحزب "مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة ‏كريات شمونة بصلية من صواريخ الكاتيوشا".

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الحزب عبر بيانين منفصلين، أن عناصره استهدفوا تجمعًا لجنود إسرائيليين في محيط موقع المطلة بالأسلحة الصاروخية "وأصابوه إصابة مباشرة".‏

وذكر أن "العمليات تلك جاءت ردًا على ‏الاعتداء والاغتيال، الذي قام به العدو في بلدتَي حناويه والناقورة، وبلدتي ‏كفركلا وعيتا الشعب".

ومساء الخميس، أُصيب 5 لبنانيين، جراء غارة شنهّا الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل ببلدة حناويه بقضاء صور جنوبي لبنان.

إطلاق 15 صاروخًا من لبنان باتجاه كريات شمونة

من جانبها، قالت القناة "12" الإسرائيلية، إنه "تم رصد إطلاق 15 صاروخًا من لبنان على كريات شمونة"، دون تسجيل إصابات.

وأفادت مراسلة التلفزيون العربي كريستين ريناوي من الجليل الأعلى، بأن الجيش الإسرائيلي اعترض ما لا يقل عن 10 صواريخ، كما تم تفعيل القبة الحديدية في إصبع الجليل.

وأضافت أن صافرات الإنذار كانت قد دوّت في "كريات شمونة" وتل حي و"مرغليوت" في مناطق إصبع الجليل.

وأشارت المراسلة إلى أن بلدة كريات شمونة طلبت ممن تبقى من سكانها البقاء قرب الملاجئ والمناطق المحمية.

وأوضحت أن "كريات شمونة" مدينة كبيرة في إصبع الجليل، وهي تبعد عن الحدود مع لبنان نحو 4 كيلومترات، وكان يقطن فيها نحو 24 ألفًا وتبقى نحو ألفين من سكانها، معظمهم من أعضاء فرق الاستنفار والأجهزة الأمنية ولجان الحراسة، فيما البعض الآخر اختار البقاء في المدينة على الرغم من حالة الخطر.

قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على بلدة طلوسة قضاء مرجعيون متزامنًا مع قصف مدفعي على البلدة بانفجار صواريخ اعتراضية فوق حولا ومركبا قضاء مرجعيون، جنوبي البلاد.

ولفتت إلى أن إسرائيل أطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام أطراف بلدة الناقورة بالقطاع الغربي.

وأشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على حرش هورا بين كفركلا ودير ميماس. كما استهدفت المدفعية الثقيلة المنطقة نفسها وبلدة الخيام.

وصباح الجمعة، أعلن حزب الله استشهاد اثنين من عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت الجمعة، استشهاد شخصين في غارة إسرائيلية على بلدة الناقورة جنوبي البلاد.

تحذيرات لبنانية من نشوب حرب شاملة

سياسيًا، صرح وزير لبناني بأن بلاده ستعاني لسد ولو جزء من احتياجاتها الإنسانية في حال نشوب حرب شاملة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة الدعم من المانحين مع استمرار الاشتباكات على الحدود.

وقال ناصر ياسين، الوزير المشرف على التخطيط للطوارئ في حالة نشوب صراع أوسع نطاقًا، لرويترز: إن "لبنان سيحتاج إلى 100 مليون دولار شهريًا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات في أسوأ السيناريوهات".

وأضاف: "ستكون تلبية جزء صغير، حتى ولو 10 أو 15% من ذلك، مسألة كبيرة بالنسبة للحكومة. سنحتاج من المانحين تكثيف جهودهم".

وتقل بالفعل المساعدات الدولية للبنان، الذي لم يتلقَّ إلا ثلث المبلغ الذي يسعى إليه، وهو 74 مليون دولار، خلال فترة الصراع المستمر منذ 10 أشهر على حدوده الجنوبية.

وأضاف ياسين: "تقلص تمويل المساعدات الإنسانية في العديد من الأماكن إلى الحد الذي يكاد يكفي للعيش، حتى أن بعض المنظمات تخفض التمويل لأمور أساسية تتعلق بإنقاذ الأرواح".

وتعاني الدولة اللبنانية بالفعل لتوفير الخدمات الأساسية حتى من قبل بدء الصراع الحالي، بعدما استنزفت أزمة اقتصادية مستمرة منذ خمس سنوات لبنان، وتركتها النخب الحاكمة تتفاقم.

وقال ياسين إن إمدادات الغذاء في لبنان ستستمر من 4 إلى 5 أشهر في حال حدوث حصار إسرائيلي مماثل لما حدث في حرب 2006.

غير أن إمدادات الديزل لن تستمر سوى خمسة أسابيع مما يبعث على القلق بالنظر إلى اعتماد البلاد على المولدات لتشغيل كل شيء من المستشفيات والمخابز إلى الإنترنت، بسبب محدودية الكهرباء التي توفرها الحكومة.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close