طلب العراق، في بيان رسمي الخميس، من السفيرة السويدية مغادرة أراضيه، وقرّر سحب القائم بأعماله من ستوكهولم، ردًا على تدنيس القرآن الكريم في العاصمة السويدية.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العرافي محمد شياع السوداني، في تغريدة على تويتر، بأن رئيس مجلس الوزراء وجّه وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم، كما وجه بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الاراضي العراقية، ردًا على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي".
كما أعلنت السلطات العراقية الخميس تعليق ترخيص عمل شركة إريكسون السويدية للاتصالات على الأراضي العراقية.
رئيس مجلس الوزراء @mohamedshia يوجّه وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم. كما وجه بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الاراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات… pic.twitter.com/QgjBc3Kbxk
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 20, 2023
واليوم الخميس، قام سلوان موميكا، العراقي اللاجئ في السويد، بالدوس على المصحف أمام سفارة بلاده في ستوكهولم، لكن من دون أن ينفّذ وعيده بإحراقه، في خطوة أتت بعيد إحراق السفارة السويدية في بغداد خلال تظاهرة احتجاجًا على خطته.
ووسط حماية الشرطة السويدية، داس الرجل مرارًا على المصحف، لكنّه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه كما سبق وفعل قبل أقلّ من شهر، في حين احتشد أمامه جمع من الناس للاحتجاج على فعلته.
إحراق السفارة السويدية في بغداد
واستباقًا لخطوة موميكا، أحرق مناصرون لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فجر اليوم الخميس، السفارة السويدية في بغداد.
ورفع بعض المتظاهرين الذين تجمعوا حول السفارة السويدية في بغداد مصاحف، بينما رفع آخرون صورًا للمرجع الشيعي الراحل محمد صادق الصدر، والد مقتدى الصدر.
إثر سماحها بحرق المصحف مجددا.. مئات من أنصار التيار الصدري يقتحمون السفارة السويدية في #بغداد ويضرمون النار فيها ردا على ترخيص السلطات السويدية بحرق العلم العراقي ونسخة من القرآن أمام مبنى السفارة العراقية في #السويد pic.twitter.com/ZfH58Z1ueF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 20, 2023
وبعد ساعات على بدء التظاهرة، فرّقت القوات الأمنية المحتجين وعاد الهدوء إلى المكان واستؤنفت حركة السير، مع الاستمرار باغلاق الطريق الضيق المؤدي إلى السفارالسويدية.
احتجاج سويدي وتنديد أميركي
وردًا على إحراق السفارة، استدعت وزارة الخارجية السويدية القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم: إنّ "ما حدث غير مقبول بتاتًا، والحكومة تدين هذه الهجمات بأشدّ العبارات"، مضيفًا أنّ "على السلطات العراقية واجب واضح بحماية البعثات الدبلوماسية والموظفين بموجب اتفاقية فيينا".
واعتبر الوزير السويدي أنّه "من الواضح أنّ السلطات العراقية أخفقت بشكل خطير في تحمّل مسؤولياتها" في حماية سفارة بلاده.
بدورها، نددت الولايات المتحدة بالهجوم على السفارة السويدية في بغداد، وانتقدت قوات الأمن العراقية لعدم منعها المحتجين من اقتحام السفارة.
وكانت وزارة الخارجية العراقية دانت في بيان "بأشد العبارات" حرق سفارة مملكة السويد لدى بغداد، مشيرة إلى أنّها أوعزت إلى الجهات الأمنية المختصة، بالتحقيق العاجل واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة بهدف كشف ملابسات الحادثة والتعرّف على هوية مرتكبي هذا الفعل ومحاسبتهم وفق القانون".
كما أكدت أنّ "مثل هذه الأعمال الاستفزازية تسيء للمواثيق والأعراف الدولية باحترام الأديان والمعتقدات"، في إشارة إلى حرق المُصحف.
بعد اقتحامها تنديدا بالسماح بحرق المصحف.. مشاهد تظهر إغلاق محيط السفارة السويدية في #بغداد بالحواجز الأسمنتية صباح اليوم #السويد #العراق pic.twitter.com/oEZScm1fQT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 20, 2023
من جانبه، اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن السويد تعدت الدبلوماسية والأعراف السياسية، وأعلنت عداءها للعراق بالموافقة على حرق العلم العراقي.
بدورها، أدانت البعثة الأممية بالعراق الهجوم على السفارة السويدية، وأشارت في تغريدة إلى أن الحق في التجمع السلمي حق أساسي، مضيفة أنّ مكافحة خطاب الكراهية بالعنف لا يفيد أحدًا.
وأمس الاربعاء، أصدرت الشرطة السويدية إذنًا لتنظيم تجمّع عام أمام السفارة العراقية في ستوكهولم اليوم الخميس.
وذكرت وكالة الأنباء السويدية (تي تي) أن المشاركَين يخطّطان لحرق المصحف والعلم العراقي، وأن أحدهما وهو موميكا الذي سبق أن أحرق نسخة من المصحف أمام مسجد في ستوكهولم في يونيو الماضي.
وكان موميكا قد قام في 28 يونيو/ حزيران الماضي بحرق صفحات من نسخة من المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم يوم عيد الأضحى.
الأمر الذي دفع مناصرين للتيار الصدري في العراق إلى اقتحام السفارة السويدية في بغداد في 29 يونيو الماضي.
وغالبًا ما تجري أعمال مماثلة في السويد وفي دول أوروبية أخرى، بمبادرة من اليمين المتطرف، وتثير مثل هذه الأفعال ردود فعل في العالم الاسلامي وتنديدات دولية وتظاهرات.