تنطلق القمة العربية في الجزائر في نسختها الـ31 اليوم الثلاثاء وتستمر حتى يوم غد الأربعاء، مع تأكيد حضور ثلثي القادة العرب (21 دولة)، إلى جانب تمثيل منخفض لخمس دول أخرى، مع استمرار تجميد مقعد سوريا.
وسيشارك بالقمة أمير دولة قطر، ورؤساء مصر وفلسطين وموريتانيا والعراق وتونس وجزر القمر والصومال وجيبوتي. كما يشارك رؤساء المجالس الرئاسية في كل من السودان واليمن وليبيا، بجانب نائب رئيس الإمارات، وولي عهد كل من الكويت والأردن.
وعلى مستوى منخفض ما بين رئيس حكومة، ونائب رئيس وزراء وممثل للرئيس أو الملك، أو وزير، يأتي تمثيل كل من لبنان (لغياب رئيس) والسعودية والمغرب وسلطنة عمان والبحرين.
ويستمر تجميد مقعد سوريا داخل أروقة القمة العربية بسبب قرار الجامعة العربية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 تعليق عضويتها، جراء اعتماد نظام بشار الأسد الخيار العسكري لقمع الثورة الشعبية التي اندلعت في مارس/ آذار من العام نفسه.
وعام 2019، عُقدت آخر قمة عربية في تونس، بينما تأجلت عامي 2020 و2021 بسبب التدابير المرتبطة بجائحة كورونا.
ووفق الحساب الرسمي لقمة الجزائر عبر موقع "تويتر"، وصل مساء الإثنين كل من قادة وممثلي اليمن وجزر القمر والسودان وليبيا والعراق وفلسطين ولبنان والبحرين وموريتانيا، فضلًا عن وزير خارجية المغرب الموجود بالبلاد منذ الاجتماعات الوزارية للقمة.
كما سيغادر رئيس تونس، وولي عهد الكويت، ونائب رئيس الإمارات الثلاثاء لحضور القمة، بحسب إعلانات رسمية. وأفادت بيانات جزائرية رسمية بمشاركة الرئيس السنغالي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ماكي سال، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كضيوف بالقمة.
القضايا المطروحة
وترقى مختلف القضايا الموجودة على أجندة القمة إلى مستويات ثلاثة: على رأس الأجندة ستكون القضية الفلسطينية أولى الملفات في ظل التصعيد الأخير للاحتلال على الأراضي الفلسطينية إلى جانب توقيع إعلان الجزائر بين الفصائل الفلسطينية برعاية جزائرية خلال الشهر الفائت.
والمستوى الثاني سيكون أمنيًا وما يحمله من تحديات على أراضي ليبيا والأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والسودان والصومال التي تأخذ شكل النزاع الأمني المسلح، فيما يشمل المستوى الأخير معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستوري فيها، إضافة إلى ملف الأمن الغذائي العربي في ظل تأثير حرب أوكرانيا على أزمة الحبوب وارتفاع الأسعار.
إلى ذلك، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في حديث لوكالة الأنباء القطرية أن حضور أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يعبر عن زيادة التلاحم العربي، كما أثنى على جهوده في وحدة الصف العربي.
وأوضح تبون أن القمة العربية ستمثل انطلاقة جديدة لتفعيل وتدعيم العمل العربي المشترك، معربًا عن أمله في أن تساهم قمة الجزائر في إعادة القضية الفلسطينية إلى محور الاهتمام العربي والدولي.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، قال المتحدث باسم خارجية الجزائر عبد الحميد عبداوي إن جميع النقاط التي تمت مناقشاتها خلال الاجتماعات التشاورية على مستوى وزراء خارجية العرب لاقت دعمًا كبيرًا وتوحدًا في المواقف العربية، لكن النقاط الخلافية كانت تتعلق بمعظمها في مسألة التدخلات الأجنبية في الشأن العربي وتم العمل على إيجاد صيغة توافقية للتعامل معها.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد الحميد عبداوي: توافق كبير بين وزراء الخارجية العرب حول القضايا المطروحة ما عدا بعض النقاط الخلافية#العربي_اليوم#القمة_العربية_2022 #الجزائر pic.twitter.com/t5izcW9gCE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 31, 2022
بدورها، أكدت المتحدثة باسم المجلس الأعلى للرئاسة في ليبيا، نجوى وهيبة في حديث إلى "العربي" من الجزائر، أن ليبيا تعوّل على الدبلوماسية الجزائرية وتتطلع من خلال هذه القمة، إلى انتزاع موقف عربي موحد لدعم المسار الانتخابي في البلاد على نحو خاص، دون تأجيل.
وتحدث عضو مجلس الأمة في الجزائر، محمد عقاب، عن وجود إجماع عربي حول قضايا عدة أبرزها القضية الفلسطينية والملف الليبي لا سيما حول ضرورة إجراء الانتخابات بعد عام من تعثرها، متمنيًا ترجمة الاتفاق العربي حول هذه المسألة على أرض الواقع، بحسب تصريحه لـ"العربي".