كشف الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الخميس، خلال قمة المناخ التي عُقدت عبر الإنترنت، عن هدف أميركي جديد لخفض الانبعاثات الملوثة.
ووعد بايدن بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 50 و52% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2005.
ويمثل هذا الهدف ضعف التزام واشنطن السابق تقريبًا بتخفيض 26% إلى 28% من الانبعاثات بحلول عام 2025.
وسيسمح هذا الهدف للاقتصاد الأميركي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
و أكد الرئيس الأميركي أنّه "يجب الانتقال إلى الفعل... علينا الإسراع"، مشيرًا في مستهلّ هذا الاجتماع عبر الفيديو الذي يستمرّ ليومين، إلى أنه لا يمكن "لأي بلد" أن يحلّ هذه الأزمة "بمفرده".
"The cost of inaction keeps mounting" Marking #EarthDay at a White House virtual climate summit, Biden called on the other world leaders in attendance to "step up" in fighting against climate change because "no nation can solve this crisis" alone.https://t.co/b0T5P1NTns pic.twitter.com/wxiz0yqUdf
— Face The Nation (@FaceTheNation) April 22, 2021
كما حذّر من عواقب "عدم التحرك" مشيدًا بالمنافع الاقتصادية الاستثنائية التي يمكن أن تنتج عن الإصلاحات البيئية.
"ترحيب وتعهدات"
ورحّب عدد من قادة العالم بهذا الإعلان، وأشادوا بـ"عودة" واشنطن إلى معركة مكافحة الاحتباس الحراري، بعد 3 أعوام من عدم التحرك في مجال المناخ وإنكار المشكلة خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في القمة: "أنا مسرورة لرؤية الولايات المتحدة تعود للعمل معنا من أجل المناخ".
كما رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا بالالتزام الأميركي الجديد، وأطلق نداءً من أجل "تسريع" العمل من أجل المناخ.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده التي تعد من الدول الرئيسية المسببة للانبعاثات، وتطبّق "بمسؤولية موجباتها الدولية".
ورأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن الإعلان الأميركي "يغيّر المعطيات"، وقد يعطي الدفعة القوية اللازمة للمفاوضات الدولية.
وأشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أن بلاده "مصممة على العمل مع الأسرة الدولية، وخصوصًا الولايات المتحدة" على هذه الجبهة، رغم التوترات الشديدة بين القوتين العظميين في عدد كبير من الملفات، مجددًا التأكيد على هدف بلاده تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وتعهد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بخفض الانبعاثات بنسبة 40 إلى 45% بحلول 2030 مقارنة بالعام 2005، بدلًا من 30% في الخطة السابقة.
وأعلن نظيره الياباني يوشيهيدي سوغا، أن اليابان ستخفّض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 46% بحلول 2030 مقارنة بعام 2013، مقابل 26% في السابق.
كما تعهّد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو المقرب من ترمب، بإنهاء الإزالة غير القانونية لغابات الأمازون بحلول 2030، وتقريب موعد تحقيق الحياد الكربوني عشر سنوات أي بحلول عام 2050، على الرغم من تشكيك المراقبين.
فيما علّق رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا قائلًا: "نحن جميعًا مسرورون جدًا لعودة الولايات المتحدة".
أما الاتحاد الأوروبي، فقد توصل في اللحظة الأخيرة إلى اتفاق على خفض "لا يقل عن 55%" لانبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 مقارنة بما كانت عليه في 1990.
ولفت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لبّى دعوة بايدن للمشاركة في القمة الى أنّ رفع مستوى التعاون الدولي هو الحل الشامل لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وقال: "قمنا خلال رئاستنا لمجموعة العشرين العام الماضي، بدفع تبني مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون، وإطلاق مبادرتين دوليتين للحد من تدهور الأراضي وحماية الشعَبْ المُرجانية".
وأبدت القوى الرئيسية المشاركة التي تمثل مجتمعة 80% من الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون، تجاوبًا في هذه القمة التي تُعتبر خطوة أولى قبل القمة المؤتمر الكبير الذي تنظّمه الأمم المتحدة "كوب-26" المقرر عقدها في نهاية العام في غلاسكو في أسكتلندا.