في إطار حزمة خامسة من العقوبات ضدّ موسكو، فرض الاتحاد الأوروبي الخميس حظرًا على واردات الفحم الروسي، وقرر أيضًا إغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد.
كما تنص هذه الحزمة "الكبيرة للغاية" على حظر صادرات إلى روسيا بقيمة تصل إلى 10 مليارات يورو، تشمل بخاصة البضائع التكنولوجية المتطورة، وتجميد أصول العديد من البنوك الروسية.
وكانت المفوضية الأوروبية اقترحت هذه العقوبات الجديدة بعد اكتشاف عشرات الجثث لمدنيين نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بوتشا بضواحي العاصمة الأوكرانية.
ومنذ 24 فبراير/ شباط الماضي، تواصل روسيا عمليتها العسكرية ضد جارتها أوكرانيا، الأمر الذي كلف موسكو عقوبات ثقيلة من الغرب، في محاولة لدفعها لوقف الحرب، إلا أن ذلك لم يؤثر على سير المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا.
وقف تمويل جهود روسيا الحربية
وهذه المرة الأولى التي يفرض فيها الاتحاد الأوروبي عقوبات على قطاع الطاقة الروسي الذي تعتمد عليه بعض دول التكتّل بشدّة.
ويستورد الاتحاد الأوروبي 45% من فحمه من روسيا بقيمة 4 مليارات يورو سنويًا.
ويدخل هذا الحظر حيّز التنفيذ في بداية أغسطس/ آب، بعد 120 يومًا من نشر الحزمة الجديدة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وهو إجراء متوقّع الجمعة.
كما تم توسيع قائمة المنتجات الروسية المحظور استيرادها إلى الاتحاد الأوروبي لتشمل "مواد أولية ومواد مهمة" بقيمة تقدر بنحو 5,5 مليار يورو سنويًا، وذلك من أجل وقف تمويل جهود روسيا الحربية.
وتحظر هذه العقوبات على شركات النقل البري الروسية والبيلاروسية العمل في الاتحاد الأوروبي، وفق ما كشفت الرئاسة الفرنسية في سلسلة تغريدات.
وبحسب وثيقة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، ستتمّ إضافة 200 فرد إلى القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي، بينهم متموّلون روس وابنتا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويُعاقب الأشخاص والكيانات المدرجين في القائمة السوداء الأوروبية بحظر الدخول إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أصولهم فيه.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر تويتر: إنّ روسيا "ستعاني من انحدار مديد نحو العزلة الاقتصادية والمالية والتكنولوجية".
اليابان تدرس فرض قيود على واردات الفحم من روسيا
وفي سياق متصل، أعلن وزير الصناعة الياباني اليوم الجمعة أن بلاده تخطط لخفض واردات الفحم الروسي تدريجيًا مع بحثها عن موردين آخرين في أعقاب العقوبات الغربية على موسكو.
وقال الوزير كويشي هاجيودا للصحفيين: إن "اليابان ستهدف بمرور الوقت إلى إنهاء واردات الفحم من روسيا".
وتابع "سنحتاج إلى إيجاد موردين آخرين وإلا سنواجه صعوبات في تدبير الفحم المحلي مما قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء. ينبغي أن نتجنب مثل هذا الموقف".
وستنسق اليابان تحركاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية بعد أن أصدر الحلفاء في مجموعة السبع بيانًا تعهدوا فيه بفرض عقوبات إضافية على روسيا ردًا على عمليات القتل الجماعي المزعومة للمدنيين في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم الخميس: إن بلاده ستكشف الجمعة على أقرب تقدير عن مزيد من "العقوبات على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا بعد التنسيق مع حلفاء مجموعة السبع بشأن المزيد من الخطوات العقابية".
وفي أعقاب الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط، صعدت اليابان العقوبات التي تتراوح بين إبعاد موسكو عن شبكة الدفع الدولية سويفت وتجميد أصول البنك المركزي.
كما جمدت أصول مسؤولين روس ورجال أعمال ذوي نفوذ وبنوك ومؤسسات أخرى، بما يتمشى مع دول مجموعة السبع، وحظرت صادرات التكنولوجيا المتطورة إلى روسيا.
