بعد مرور 117 يومًا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعلى الرغم من شروعها في خطة تدمير أنفاق غزة بإغراقها بمياه البحر، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بتعثّر قوات الاحتلال في هذه الخطة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ النظام المسمّى "أتلانتس" المعتمد لإغراق أنفاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لم يتمكن من تدمير سوى بضعة كيلومترات منها.
ويُقدّر طول امتداد أنفاق "حماس" بـ 500 كيلومتر، وهو ما أكده قادة "حماس" أنفسهم في أكثر من مناسبة.
ضخ مياه البحر داخل الأنفاق
وأمس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ عدة وحدات مشتركة في قواته، طوّرت أدوات لضخّ مياه البحر بوتيرة عالية داخل الأنفاق، كجزء من استخدام كافة الأدوات المتوافرة للتخلص من هذه الشبكة بما يخدم تطبيق منظومة "أتلانتيس" المعتمدة.
ويشمل ذلك تركيب مضخّات وأنابيب، تزامنًا مع تفعيل سبل العثور على فتحات الأنفاق المناسبة لعمليات الإغراق.
ولم يسبق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن اعترف باستخدام ضخّ المياه من البحر للأنفاق في غزة.
بالتوازي مع ذلك، يعترف المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون بأنّ الجيش ذهب إلى حرب على غزة دون إيجاد حل حاسم لمسألة الأنفاق.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنّ نجاح نظام "أتلانتس" كان في شمالي قطاع غزة فقط، حيث جرى تشغيله بنجاح جزئي جدًا، خاصة في الأنفاق القريبة من البحر.
أما في وسط القطاع، فتُفيد الإذاعة بوجود محاولة محدودة لتفعيل النظام، إلا أنّها باءت بالفشل التام دون ذكر تفاصيل أكثر.
أما جنوبًا، وتحديدًا في محور خانيونس، لم تُحاول قوات الاحتلال تفعيل المنظومة على الإطلاق، بسبب الانشغال في المواجهات مع المقاومة وفي حصارها وقصفها في المناطق الشرقية من المنطقة.
يأتي ذلك في وقت أقرّت تقارير إسرائيلية أنّ حجم الأنفاق في غزة فاجأ الجيش الإسرائيلي.
فشل إسرائيلي جديد
بدورها، سبق أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ حجم البنية التحتية لأنفاق غزة "فاجأ الجيش وكبار المسؤولين الإسرائيليين"، فيما اعتبرته الصحيفة "تهديدًا كبيرًا لإسرائيل بل هو كابوس تحت الأرض بالنسبة لها".
وفي هذا الإطار، أوضح معين الطاهر، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أظهرت فشلًا ذريعًا في معرفة أي معلومة عن أنفاق المقاومة وحجمها وفتحاتها، رغم أنّ جيش الاحتلال قد اجتاح قطاع غزة أكثر من مرة، وطائراته الاستطلاعية تكاد لا تفارق سماء القطاع.
وقال الطاهر في حديث إلى "العربي" من عمان، إنّ جيش الاحتلال لم يفشل في اكتشاف خطط عملية "طوفان الأقصى" فقط، بل أيضًا في اكتشاف سنوات طويلة من إعداد المقاتلين والأنفاق.
وأضاف أنّه في مقابل الفشل الإسرائيلي هناك إعجاز فلسطيني في إنشاء الأنفاق بهذا الطول والمساحة، وشبكاتها ومكوّناتها.
