كابينت الحرب يبحث الصفقة.. واشنطن: الاتفاق حول غزة ما يزال ممكنًا
أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الخميس، بأن التوصل إلى اتفاق حول إطلاق سراح الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة ما زال ممكنًا، لكن هناك قضايا "صعبة جدًا" يتعين حسمها، حسب تعبيره.
وانتهت يوم الثلاثاء الفائت دون تحقيق انفراجة محادثات شارك فيها مسؤولون من الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن اتفاق حول التوصل إلى هدنة في غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أدى لاستشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني.
وردًا على سؤال عما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق هدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 مارس/ آذار تقريبًا، قال بلينكن إن رد حركة حماس السابق على اتفاق محتمل تضمن بعض "الأمور غير القابلة للتنفيذ بوضوح"، لكنه أشار إلى إمكانية العمل على التوصل لاتفاق.
"قضايا صعبة" حول تبادل الأسرى
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحفي خلال زيارة لألبانيا: "نعمل الآن مع نظرائنا من قطر ومصر وإسرائيل على الأمر ونعمل بشكل مكثف جدًا عليه بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق وأعتقد أن هذا ممكن".
وتابع بلينكن: "هناك بعض القضايا الصعبة جدًا جدًا التي يتعين حسمها. لكننا ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا للمضي قدمًا واستكشاف ما إذا كان بوسعنا التوصل إلى اتفاق".
وقال مصدران مطلعان على المناقشات لوكالة "رويترز": إن الجانب الإسرائيلي رفض مقترحات حماس بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل مقابل الإفراج عن المحتجزين. وأضاف أحد المصدرين أن الإسرائيليين "لم تعجبهم نسبة (المحتجزين إلى الرهائن) التي اقترحوها".
وذكر المصدران أن توقيت الهدنة كان مصدرًا آخر للخلاف، إذ تريد حماس تنفيذ التهدئة في موعد قريب بينما تريد إسرائيل موعدًا لاحقًا.
ووفقًا لمصدرين مطلعين، زار وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) إسرائيل أمس الخميس لإجراء مزيد من المحادثات.
ودعا بلينكن أيضًا إسرائيل للتحقيق في تقارير تفيد بأن قواتها قتلت فتى أميركيًا من أصل فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة في 10 من الشهر الجاري، وهي ثاني حالة من نوعها في الأسابيع القليلة الماضية.
وفي هذا السياق، قال مراسل "العربي" أحمد جرادات: إن "زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية المفاجئة تأتي بعد رفض نتنياهو إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة وعلى ما يبدو هناك محاولة من الإدارة الأميركية للتواصل مع إسرائيل بشأن صفقة التبادل".
وأضاف المراسل من القدس: "إن موقع واللا الإسرائيلي أشار إلى أن مدير (سي.آي.إيه) وصل إلى إسرائيل بعد أن أجرى زيارة قصيرة إلى قطر بعد أن كان محور النقاش هو صفقة التبادل".
تباين داخل حكومة الحرب بشأن صفقة الأسرى
ونوه المراسل، إلى أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه وعلى الأغلب هو نتنياهو قال إن الضغط العسكري هو الطريقة الوحيدة لدفع حماس للتنازل عن مطالبها".
وترفض تل أبيب مطالب حماس المتمحورة حول نقطتين هما: عدد أيام وقف إطلاق النار والثانية حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بخروجهم من سجون الاحتلال، وكذلك المطالبة بانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ومن المناطق المكتظة بالسكان وهذه مطالب ترفضها إسرائيل، بحسب مراسل "العربي".
ولفت المراسل، إلى أنه "في ليل الخميس الجمعة كان هناك اجتماع لكابينت الحرب الإسرائيلي، الذي ناقش ملف تبادل الأسرى، كما أن هناك اجتماع آخر لكابينت الحرب الموسع الذي يضم أطراف الحكومة الإسرائيلية والذين يرفضون التوجه لصفقة تبادل أسرى مع حماس دون موافقة عليها من قبل كابينت الحرب الموسع".
ومضى يقول: "هناك محاولة لمنع نتنياهو من أخذ قرارات منفردة كمنع إرسال الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة".
وبين المراسل، أن "نتنياهو يريد صفقة يوافق عليها وزيرا الأمن القومي والمالية الإسرائيليان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، كون هذين يهددان بحل الائتلاف الحكومي في حال الموافقة على أي اتفاق دون المصادقة عليه من قبل كابينت الحرب الموسع ولا سيما في ظل مظاهرات مطالبة بحل الحكومة الإسرائيلية".
وما يزال قطاع غزة يشهد حربًا مدمرة تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ خلّفت حتى الخميس 28 ألفًا و663 شهيدًا و68 ألفًا و395 جريحًا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
وللمرة الأولى منذ قيامها في 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.