بسبب حريق اندلع في مستودع للذخائر يقع قرب الحدود مع أوكرانيا، أُخليت قريتان روسيتان الخميس، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.
وأفاد حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف في بيان أن "مستودعًا للذخائر اشتعل قرب قرية تيمونوفو" الواقعة على بعد أقل من خمسين كلم من الحدود الأوكرانية في إقليم بيلغورود.
وأشار إلى أنه لم يتم تسجيل سقوط أي ضحية، لكن سكان تيمونوفو وبلدة سولوتي المجاورة "نُقلوا إلى مسافة آمنة"، مضيفًا أن السلطات تحقق في أسباب هذا الحريق.
كرة نار عملاقة
وأظهر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي كرة نار عملاقة يتصاعد منها دخان أسود كثيف. وفي مقطع فيديو آخر، كان بالإمكان رؤية عدة انفجارات متتالية.
Ammunitions warehouse is burning and detonating in Belgorod region of Russia pic.twitter.com/AVqR956M1X
— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) August 18, 2022
ويأتي الحريق الذي اندلع الخميس، في خضم سلسلة انفجارات تضرب منشآت عسكرية روسية قريبة من الأراضي الأوكرانية.
فمطلع أغسطس/ آب، أدى انفجار ذخيرة تابعة للطيران العسكري قرب مطار ساكي العسكري في القرم إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
وبعد بضعة أيام، شهد مستودع ذخائر في القرم انفجارات. واعتبرت موسكو ذلك عملًا "تخريبيًا"، في اعتراف روسي نادر.
وفي مؤشر إلى استمرار التوتر، تم مساء الخميس تفعيل الدفاع الروسي المضاد للطيران قرب مدينة كيرتش في القرم حيث يوجد جسر يربط شبه الجزيرة بالبر الروسي، تم تشييده بكلفة كبيرة بعد عملية الضم.
وقال المسؤول الإقليمي أوليغ كريوتشكوف كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية: "تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في كيرتش. ليس هناك أي خطر على المدينة او الجسر".
وتهدف هذه الأنظمة إلى اعتراض وتدمير مقذوفات أو طائرات عدوة تخترق مجال عملها.
والأربعاء، هددت كييف على لسان المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك بـ"تفكيك" الجسر المذكور والذي يسلكه حاليًا عدد كبير من الروس المتوجهين أو العائدين من عطلهم في القرم.
ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، اتهمت موسكو مرات عدة القوات الأوكرانية بشن ضربات على أراضيها، خصوصًا على منطقة بيلغورود.
والشهر الفائت، سقطت صواريخ على مدينة بيلغورود وهي مركز الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، ما أسفر عن أربعة قتلى، بحسب السلطات المحلية.
ومطلع أبريل/ نيسان، اتهم غلادكوف أوكرانيا بشن هجوم على مستودع وقود في بيلغورود بواسطة مروحيّتين.
وأفاد حاكم منطقة خاركيف بسقوط 7 قتلى على الأقل في قصف روسي ليلي (الأربعاء) وقتيل آخر في قصف اليوم (الخميس)، من جانب آخر أقالت روسيا قائد أسطول البحر الأسود بعد انتكاسات في شبه جزيرة القرم.
"بوتين يخسر حرب المعلومات "
في غضون ذلك، أكد رئيس مركز الاتصالات الحكومية، وهو جهاز مخابرات بريطاني، اليوم الجمعة أن روسيا فشلت في تحقيق انتصارات على أوكرانيا في الفضاء الإلكتروني بعد مرور ستة أشهر تقريبًا منذ هجومها على جارتها.
وكتب رئيس الجهاز جيريمي فليمنغ في مقال افتتاحي بصحيفة الإيكونيميست، أن كلا البلدين يستخدم قدراته الإلكترونية خلال الحرب.
وتابع فليمنغ "حتى الآن، خسر الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين حرب المعلومات بشكل شامل في أوكرانيا وفي الغرب، وعلى الرغم من أن هذا سبب يدعو للاحتفال، لا ينبغي أن نهون من التأثير الذي تحدثه المعلومات المضللة الروسية في أماكن أخرى من العالم".
وأضاف: "تمامًا كما حدث مع غزوها البري، يبدو أن خطط روسيا الأولية بالنسبة للإنترنت لم تحقق أهدافها. كان استخدام الدولة للأدوات الإلكترونية الهجومية غير مسؤول وعشوائي".
وقال فليمنغ: إن "روسيا نشرت برنامج (ويسبر غيت)، وهو من البرمجيات الخبيثة، لتدمير وتشويه أنظمة الحكومة الأوكرانية.
وأضاف أن روسيا استخدمت الأساليب نفسها من قبل فيما يخص سوريا والبلقان، مشيرًا إلى أن نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت جزء رئيسي من الإستراتيجية الروسية لكن مركز الاتصالات الحكومية البريطاني يتمكن من اعتراضها وإصدار التحذيرات في الوقت المناسب.
وتابع فليمنغ، دون الخوض في تفاصيل، أن القوة الإلكترونية الوطنية في بلده يمكنها الرد على روسيا من خلال نشر وحدة عسكرية تستخدم أدوات إلكترونية هجومية.