منذ اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، تشهد مدينة القدس المحتلة مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين من جهة وشرطة الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، حيث يُحاول الاحتلال منع التجمّعات الرمضانية في المدينة بالقوة، ما أسفر عن وقوع عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينين.
وتُشكّل أحداث العنف ذروة مرحلة جديدة من تعقيدات التوترات المتصاعدة في المدينة، والتي بدأت قبل أسبوع ونصف؛ إذ يسعى الاحتلال جاهدًا لتفريغ المدينة المقدسة من الفلسطينيين ومصادرة أملاكها للسيطرة عليها؛ ما أدى إلى استنكار وإدانة من السلطة والفصائل الفلسطينية.
تفريغ القدس من الفلسطينيين
وعلى ضوء الأحداث المتسارعة في فلسطين، يوضح رئيس تحرير موقع "عرب 48" رامي منصور من حيفا أنه منذ توقيع الاحتلال لاتفاقية "أبراهام" بدأ يمارس خططه لتفريغ المدينة من الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم؛ ما أدى إلى احتقان وتصعيد من قبل الفلسطينيين ضد خطوات الاحتلال الاستفزازية.
وفي حديث إلى "العربي"، يفند منصور أشكال الحصار الإسرائيلي والاستفراد بالمدينة وتدمير الاحتلال للمجتمع المقدسي.
ويوضح أن التصعيد في الأراضي الفلسطينية مرتبط بموقف الحكومة الإسرائيلية في حال أرادت أن تستفرد بالمقدسيين أكثر. وبالتالي، فإن الموقف الفلسطيني قد يخرج عن السيطرة، وهو ما يخشاه الاحتلال حاليًا.
ما مصير الانتخابات الفلسطينية؟
ويشير منصور إلى أن الاحتلال يريد أن يستغلّ التصعيد في الأراضي الفلسطينية للتحريض على الانتخابات الفلسطينية، ومنع إجرائها لدواعٍ أمنية، مضيفًا أن الاحتلال يخشى إجراءها في القدس كي لا تُعتبر المدينة جزءًا من المفاوضات.
ويرجّح رئيس تحرير موقع "عرب 48" تأجيل الانتخابات الفلسطينية بسبب الأوضاع داخل البلاد، داعيًا الفصائل إلى تحويل الانتخابات إلى حالة اشتباك مع الاحتلال.
ويؤكد أن نتنياهو سيستغلّ التصعيد في القدس للهروب من أزماته وأولها تشكيل الحكومة، ولبثّ الرعب في أوساط الإسرائيليين، وإيهامهم بأن الاحتلال يواجه الخطر من جهات مختلفة، لا سيما من طهران والمقاومة في غزة والمواجهات في القدس والضفة الغربية.
