بعد أن وجّه الهجوم الروسي على أوكرانيا ضربة قاسية لإمدادات القمح العالمية، تصاعدت المخاوف من أن تلقي الحرب بظلالها على إنتاج الحبوب في أوكرانيا التي تعد من أهم دول العالم في تصديره إلى جانب روسيا.
وذكرت شركة "إيه.بي.كيه-إنفورم" للاستشارات الزراعية، اليوم الجمعة، أن خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون تحسنًا كبيرًا في أحوال الطقس قريبًا بما يناسب نمو محاصيل القمح المزروعة في الآونة الأخيرة.
وتعد أوكرانيا رابع أكبر مصدر للحبوب في العالم في موسم 2020-2021 وفقًا لبيانات مجلس الحبوب الدولي، إذ جرى شحن معظم سلعها عبر البحر الأسود.
وأوكرانيا كذلك هي أحد أكبر دول زراعة وتصدير القمح في العالم، لكن محللين يقولون إنّ نقص الرطوبة قد يؤثر على محصول الحبوب هذا العام.
تكثيف الزراعة لهذا الموسم
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميجال، اليوم الجمعة، أن جميع المناطق تقريبًا بدأت زراعة الحبوب لعام 2022، لكن المساحة المزروعة قد تقل بـ20% عن 2021، فيما لم يذكر توقعات محددة لكمية الإنتاج.
وذكرت وزارة الزراعة أن المساحة المزروعة في ربيع 2022 قد تقل إلى 33.73 مليون فدان مقارنة مع 41.81 مليونا في 2021.
وتوقعت شركة "إيه.بي.كيه-إنفورم" هذا الشهر انخفاض محصول القمح الأوكراني بـ 54.6% إلى 38.9 مليون طن بسبب تقلص المساحة المزروعة نتيجة الهجوم الروسي للبلاد المتواصل منذ 44 يومًا.
ولم تضع الحرب أوزارها بعد، والتي شلت اقتصاد أوكرانيا، بينما تكبدت روسيا ضربات موجعة في اقتصادها وصل حد انهيار الروبل وتحجيم التجارة الروسية.
عوائق التصدير
وسبق أن حدّدت الشركة المذكورة جملة من الصعوبات التي تواجه عمليات التصدير في ظل الحرب، ومنها أن سكك حديد أوكرانيا، تواجه تكدس العربات المحملة بالحبوب على الحدود الغربية للبلاد، مما دفع التجار للبحث عن طرق تصدير بديلة بعد إغلاق الموانئ الرئيسية المطلة على البحر الأسود نتيجة الهجوم الروسي. إذ إنه عادة ما كانت كل صادراتها تقريبًا تشحن من موانئها الواقعة على البحر الأسود. وتجاوزت صادراتها من الحبوب خمسة ملايين طن شهريًا قبل الحرب.
وتقدر تكلفة إيصال الحبوب الأوكرانية إلى ميناء كونستانتا الروماني، بما بين 120 إلى 150 يورو (133 إلى 166 دولارًا) للطن.
وقبل الهجوم الذي انطلق فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، كان التجار يدفعون حوالي 40 دولارًا لنقل الحبوب إلى موانئ أوكرانيا عبر البحر الأسود.
وكانت الحكومة تتوقع قبل الحرب أن تصل صادرات الحبوب إلى 65 مليون طن هذا الموسم، لكن حاليًا يشير خبراء إلى أن كييف لن تتمكن من تصدير سوى مليون طن تقريبًا في الأشهر الثلاثة المقبلة؛ بسبب صعوبات تتعلق بالنقل.
وفي الوقت الذي تستعر فيه الحرب في أوكرانيا بعد الهجوم الروسي، قد يجد المصريون واللبنانيون واليمنيون ومواطنون من دول عربية أخرى، صعوبة في توفير الخبز باعتبار أن روسيا وأوكرانيا أول مورّدي القمح لهم.
وتستحوذ موسكو وكييف على 30% من صادرات القمح عالميًا، تذهب 60% منها إلى الدول العربية.
لكن لم تستهدف العقوبات الغربية على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا صادرات القمح الروسية على وجه التحديد، إلا أن العقوبات حظرت المعاملات بالدولار واليورو مع كبار البنوك الروسية، الأمر الذي جعل تمويل التجارة أكثر صعوبة.