الأربعاء 9 أكتوبر / October 2024

لأول مرة.. العلماء يرسمون "شبكة الصرف الصحي" الخاصة بالدماغ

لأول مرة.. العلماء يرسمون "شبكة الصرف الصحي" الخاصة بالدماغ

شارك القصة

أظهرت دراسة حديثة أن قنوات السائل الدماغي الشوكي ليست هياكل راكدة مملوءة بالسوائل ولكنها "قنوات وظيفية"- غيتي
أظهرت دراسة حديثة أن قنوات السائل الدماغي الشوكي ليست هياكل راكدة مملوءة بالسوائل ولكنها "قنوات وظيفية" - غيتي
أظهرت دراسة حديثة أن الدماغ البشري لا يمتص السائل الدماغي الشوكي بشكل عشوائي بل يخترق السائل الأنسجة العصبية بشكل أعمق متبعًا مسارات الأوعية الدموية.

في أعماق شقوق خمسة أدمغة بشرية، تمكن العلماء لأول مرة من تصوير التعقيدات الديناميكية لشبكة تصريف الدماغ الأساسية، والتي شوهدت سابقًا في الفئران.

وبحسب موقع "سينس أليرت"، تدعم دراسة حديثة وجود النظام الغليمفاوي، والذي حدده العلماء لأول مرة في أدمغة الفئران في عام 2012.

ويحمل هذا النظام السائل النخاعي (CSF)، الذي يغمر الجزء الخارجي من الدماغ إلى داخله لتوصيل العناصر الغذائية وإزالة النفايات، مثل البروتينات التي تتكتل لدى مرضى الزهايمر، من أنسجة المخ.

ومنذ عام 2012، أظهرت العديد من الدراسات أن الجهاز الغليمفاوي موجود أيضًا في أدمغة الإنسان، ولكن دون رؤية السائل يتحرك من خارج الدماغ إلى الخلايا العصبية، لذا ظلت هذه الفكرة مثيرة للجدل إلى حد كبير.

رصد تدفع السائل النخاعي

وللمرة الأولى، قام طبيب الأعصاب خوان بيانتينو وزملاؤه في جامعة أوهايو بتصوير السائل عديم اللون أثناء تدفقه إلى أنسجة الدماغ البشري الحي. 

مسار السائل الدماغي الشوكي في أدمغة خمسة أشخاص- سينس أليرت
مسار السائل الدماغي الشوكي في أدمغة خمسة أشخاص- سينس أليرت

ويقول بيانتينو: "لقد كنت دائمًا متشككًا بشأن ذلك، ولا يزال هناك الكثير من المتشككين وهذا ما يجعل هذه النتيجة رائعة للغاية". 

وتمكن العلماء من تصوير عملية التدفق بعد موافقة خمسة بالغين خضعوا لعملية جراحية في الدماغ، وكانوا بحاجة إلى تحويل السائل الدماغي الشوكي الخاص بهم لإجراء هذه العملية.

وقبل استبدال السائل، وضع عليه العلماء مادة تباين داكنة. وفي وقت لاحق، تم استخدام نوع خاص من التصوير بالرنين المغناطيسي لرسم خريطة لمكان دخول السائل في أدمغة المشاركين.

السائل النخاعي يتبع مسارات الأوعية الدموية

وأظهرت النتائج أن الدماغ البشري لا يمتص السائل الدماغي الشوكي بشكل عشوائي، كما تفعل الإسفنجة. وبدلًا من ذلك، يخترق السائل الأنسجة العصبية بشكل أعمق متبعًا مسارات الأوعية الدموية.

وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأميركية، فإن القنوات المحددة بوضوح من السائل الدماغي الشوكي تلتف حول السطح الخارجي للأوعية الدموية. وتتشكل حدود هذه "المساحات المحيطة بالأوعية الدموية" من خلايا الدماغ، التي تلصق معًا لتكوين حاجز.

ويفترض بعض العلماء أن هذا الغشاء هو الذي يسمح للسائل الدماغي الشوكي بالاختلاط مع السائل الذي يسند خلايا الدماغ ويدعمها، مما يوفر العناصر الغذائية ويزيل النفايات.

وبحسب "سينس أليرت"، يشير جراح الأعصاب في جامعة أوهايو، إرين ياماموتو، إلى أنه يمكن "رؤية المساحات المظلمة المحيطة بالأوعية الدموية في الدماغ تصبح ساطعة" بمرور الوقت في صور التصوير بالرنين المغناطيسي من دراستهم. 

وسبق أن صوّر العلماء قنوات السائل الدماغي الشوكي في أدمغة بشرية، ولكن نظرًا لأن الباحثين في جامعة أوهايو أجروا فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي بعد 12 ساعة، و24 ساعة، و48 ساعة من الجراحة، فقد تمكنوا من تتبع ديناميكيات السائل بطريقة لم يتم رؤيتها من قبل.

وتظهر النتائج أن قنوات السائل الدماغي الشوكي ليست هياكل راكدة مملوءة بالسوائل، ولكنها "قنوات وظيفية"، تسهل "توزيع السائل الدماغي الشوكي في الدماغ".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close