لإنقاذ مرضى السرطان بالشمال السوري.. حقوقيون يناشدون المجتمع الدولي
نظم ناشطون في مجال حقوق الإنسان اعتصامًا في ساحة معبر باب الهوى من أجل التضامن مع مرضى السرطان شمال غربي سوريا، وللمطالبة بإدخالهم إلى المستشفيات التركية من أجل العلاج.
وطالب المعتصمون في بيان المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ الآلاف من المرضى.
وبحسب البيان، فإن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان المنطقة تحول إلى وضع إنساني يعرف بالطوارئ المعقدة، وقد تسبب هذا الوضع في زيادة أعداد المرضى في الشمال السوري.
وبعد الزلزال المدمر في فبراير/ شباط الماضي، توقف إدخال مرضى السرطان من الشمال السوري إلى تركيا باستثناء حالات قليلة.
ويبلغ عدد مصابي السرطان شمال غربي سوريا أكثر من 3200 شخص. وبحسب آخر الإحصاءات، 600 مريض منهم فقط يسمح لهم بالدخول وتلقي العلاج داخل الأراضي التركية.
ووفقًا لحملة "أنقذوهم" التي انطلقت في أبريل/ نيسان الماضي، وصل عدد العائدين من تركيا جراء توقف علاجهم إلى 450 مريضًا منهم 91 طفلًا، في حين يبلغ متوسط عدد الحالات السرطانية المسجلة شمال غربي سوريا 1100 حالة سنويًا.
أزمة مرضى السرطان في الشمال السوري
وفي هذا الإطار، يوضح المحامي والناشط الحقوقي سامي الضيعي، أن هذه الأزمة التي يتعرض لها السوريون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، هي إحدى المشاكل الكبيرة التي تواجههم، مشيرًا إلى أن هناك آلاف الحالات المصابة بمرض السرطان، إذ أن عددًا كبيرًا منهم من النساء والأطفال، فيما ازدادت الأزمة تدريجيًا التي بدأت قبل وقوع الزلزال، منذ تغيير آلية دخول المرضى السوريين إلى تركيا للعلاج.
وفي حديث لـ"العربي" من غازي عنتاب، يضيف الضيعي أن المؤسسات الصحية والحكومة التركية وفق نظام "الكملك" (الحماية المؤقتة) والاتفاقية التركية الأوروبية لتغطية الخدمات الصحية والإنسانية والتعليم ضمن المنحة الأوروبية، مسؤولة عن تغطية الاحتياجات أو التكاليف، أما الآلية الجديدة، فتحتم على المريض أن يدفع تكاليف علاجه على نفقته الخاصة.
ويقول الناشط الحقوقي سامي الضيعي: "هل هناك مسؤولية قانونية تفرض على الحكومة التركية أن تسمح للحالات الإنسانية والمرضى بالدخول إلى أراضيها؟ لا"، لكنه يشير إلى أن هناك واجبًا أخلاقيًا يفرضه القانون الدولي في هذه الحالة.
ويلفت إلى أن إدلب والمناطق المحررة كانت قد تعرضت للاستهداف والقصف والحرب خلال العشر سنوات الماضية، ما أدى إلى تدمير المرافق الصحية وقتل الكوادر الطبية وتشريدهم، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية.
وفيما يردف أن مرضى السرطان بحاجة إلى علاج نوعي بتكاليف عالية وبنى تحتية، ومشافي وأدوات وأجهزة طبية متطورة، يشير الضيعي إلى أن هذه المتطلبات بحاجة إلى موافقات لدخولها الشمال السوري.
ويخلص الضيعي إلى أن الفيتو الروسي يقف حاجزًا أمام هذا الأمر، وهو الذي وقف أيضًا أمام منع التمديد لدخول المساعدات والخدمات الإنسانية عبر الحدود، ما سيزيد أيضًا بشكل كبير تعقيد الموقف والوضع الصحي والإنساني داخل سوريا.