لا جدول زمنيًا محددًا لانضمام كييف إلى الناتو.. أي تقدم ستحققه قمة فيلنيوس؟
أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء أن أوكرانيا أصبحت قريبة للغاية من حلف شمال الأطلسي.
وقال ستولتنبرغ قبل قمة زعماء الحلف في فيلنيوس: "قطعت أوكرانيا شوطًا طويلًا منذ أن اتخذنا القرار في عام 2008 بأن الخطوة التالية ستكون وضع خطة عمل لنيل العضوية. أوكرانيا أصبحت قريبة للغاية من حلف الأطلسي وحان الوقت أن ينعكس ذلك في كل قرارات الحلف".
وأضاف: "ومع كل ذلك، سنوضح أيضًا أن أوكرانيا ستصبح عضوًا وسنلغي خطة عمل نيل العضوية (....) وسنبعث برسالة قوية وإيجابية للغاية من الحلف إلى أوكرانيا".
مسار لانضمام أوكرانيا
من جهته، أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن حلف شمال الأطلسي سيعرض مسارًا يتيح في نهاية المطاف انضمام أوكرانيا الى صفوفه، لكن من دون تحديد "جدول زمني" لذلك.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان إن الحلف الذي يبدأ اليوم اجتماع قمة في فيلنيوس، سيحدد "مسار إصلاح لأوكرانيا"، لكن "لا يمكنني تحديد جدول زمني لذلك".
وأوضح المسؤول الأميركي أن الرئيس جو بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة الليتوانية الأربعاء.
واستبعد سوليفان أي انضمام فوري لأوكرانيا بسبب صراعها المستمر مع روسيا، قائلًا إن ذلك "سيجر الناتو إلى حرب مع روسيا".
"الكثير من حسن النية"
وأشار إلى أن هناك "الكثير من حسن النية" لدى الحلفاء المجتمعين في قمة فيلنيوس، فيما دعا زيلينسكي إلى الحصول على "إشارة واضحة" من الغربيين حول احتمالات انضمام بلاده إلى الناتو.
وترك سوليفان الباب مفتوحًا أمام الحلول الوسط عندما سُئل حول ما إذا كانت عضوية الناتو ستكون مستحيلة طالما أن هناك قوات روسية على الأراضي الأوكرانية.
وقال المسؤول الأميركي: "اليوم، لن نحدد كيف (ستنتهي) الحرب ولن نضع تعريفًا لذلك"، موضحًا: "كانت هناك ظروف تاريخية رأيتم طرقًا مختلفة للبحث في هذا السؤال".
وكان "الناتو" قد ترك أوكرانيا في منطقة رمادية في عام 2008، حيث تعهّد أنها ستصبح عضوًا فيه لكنه لم يدعم ذلك بأي تقدم ملموس. وقد أثارت محاولة كييف للانضمام إلى التكتل الغربي غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استخدم ذلك ذريعة لتبرير هجومه على أوكرانيا.
وبعيدًا عن مسألة العضوية، تناقش الدول الأعضاء في الناتو إجراءات أمنية مؤقتة ملموسة لعرضها على أوكرانيا، بالإضافة إلى المساعدات الحالية التي تتدفق لمساعدة جيش كييف في صد القوات الروسية.
وأشار سوليفان إن هذه المسألة ستناقش خلال اجتماع الأربعاء بين بايدن وزيلينسكي موضحًا أنهما سيبحثان "كيف أن الولايات المتحدة إلى جانب شركائنا... مستعدة لتقديم التزامات طويلة الأمد لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها الآن وردع أي عدوان في المستقبل".
إشارة إيجابية من المجر باتجاه السويد
كما رحّب سوليفان بقرار تركيا الإثنين التخلي عن معارضتها لانضمام السويد إلى الناتو، مشيرًا إلى أن "القيادة الشخصية للرئيس بايدن" كانت أساسية في دفع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى التوقف عن عرقلة محاولة السويد، للانضمام إلى الناتو وهو أمر يتطلب إجماع كل أعضاء التحالف.
واتصل بايدن بأردوغان من الطائرة الرئاسية وهو في طريقه إلى لندن، قبل توجّهه إلى قمة الناتو، ومن المقرر أن يجتمع معه وجهًا لوجه في فيلنيوس في وقت لاحق الثلاثاء.
وفي سياق متصل، أعطت المجر التي لم تصادق بعد على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، إشارة إيجابية لذلك بعد موقف تركيا المستجد.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو: "موقفنا واضح: الحكومة تدعم انضمام ستوكهولم للحلف الأطلسي ... استكمال عملية المصادقة لم يعد الآن سوى مسألة تقنية"، وذلك في تصريحات له على فيسبوك قبيل توجهه لحضور قمة الناتو في فيلنيوس.