يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "قريبًا" إلى روسيا ليبحث مع نظيره فلاديمير بوتين إحياء الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، بحسب ما أعلن عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان الإثنين.
وقال جيليك: "اتخذ رئيسنا مبادرة إجراء محادثات لإحياء الاتفاق لتجنب أن يواجه العالم أزمة غذائية. سيزور أردوغان سوتشي قريبًا".
وأضاف جليك للصحافيين: "بعد هذه الزيارة، ربما تكون ثمة تطورات وربما يجري التوصل إلى مراحل جديدة بخصوص" اتفاق الحبوب.
وفيما لم تعلن السلطات التركية أو الروسية حتى الآن أي موعد محدد لهذه الزيارة، قال الكرملين يوم الجمعة: هناك تفاهم على أن يجمعهما لقاء وجها لوجه في وقت قريب.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصدرين لم تكشف عن هويتيهما القول: من المتوقع أن يجتمع أردوغان مع بوتين في روسيا الأسبوع المقبل، ويحتمل أن يكون الموعد في 8 سبتمبر/ أيلول.
وقف تصدير الحبوب الأوكرانية يُهدد الأمن الغذائي العالمي وسط تصاعد المخاوف بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية#شبابيك #روسيا تقرير: فاتن الغانمي pic.twitter.com/bhGi438FKJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 18, 2023
وفي حديث سابق لـ"العربي"، أشار أستاذ العلاقات الدولية في جامعة اسطنبول سمير صالحة إلى أن أنقرة كانت قد نجحت مرتين في إقناع موسكو بالعودة إلى صفقة الحبوب بعد تجميد مشاركتها، لكن هذه المرة الأمور مختلفة، لأن روسيا أعلنت انسحابها من الاتفاقية وسارعت أيضًا لسحب الخبراء الروس من مركز التنسيق والارتباط الموجود في اسطنبول، وسرعت عملية استهداف مخازن الحبوب الأوكرانية.
وأضاف أن هذه الأمور تأتي في إطار تصعيد روسي يقول إن العودة إلى الاتفاقية صعبة ومرتبطة بتلبية شروط موسكو.
وفي نهاية يوليو/ تموز، انسحبت موسكو من الاتفاق المذكور، بعدما سمح لأوكرانيا بتصدير منتجاتها من الحبوب. ومذاك، تتوعد روسيا بمهاجمة أي سفينة تبحر من أوكرانيا في البحر الأسود.
وتسعى تركيا لإحياء الاتفاق أملًا باستخدامه رافعة لاستئناف مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
شكوك تركية باستمرار اتفاقية الحبوب بدون روسيا
من جانبه، أكد السفير عاكف تشاغاطاي قليج، كبير مستشاري الرئيس التركي أن لدى أنقرة شكوكا حول إمكانية استمرار اتفاقية الحبوب عبر البحر الأسود بدون روسيا.
وجاء ذلك في مقابلة على قناة "NTV" المحلية، الإثنين، أشار فيها إلى أن أردوغان يولي أهمية خاصة للاتفاقية.
ولفت إلى أن الجانب الروسي رغم انسحابه من الاتفاقية، إلا أنه أكد إمكانية الاستمرار إذا تم استيفاء شروط معينة ينتظرها، مبينًا أن الجانب الأوكراني لم يظهر موقفًا سلبيًا بشأن استمرار المفاوضات.
وشدد على أن أولويتهم تتمثل في مواصلة النموذج الحالي لممر الحبوب، مضيفًا: "حاليًا لا نفكر ببديل أو طريق آخر، ولدينا شكوك بشأن إمكانية استمرار الاتفاقية بدون روسيا، لذلك فإن جهودنا منصبة حول إعادة عمل الاتفاقية مجددًا".
والجمعة، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته كييف أنه لا يرى "أي بديل" من إحياء اتفاق الحبوب.
ومن المقرر أن يتوجه فيدان إلى موسكو في الأيام المقبلة لمناقشة مطالب الكرملين في هذا الإطار والإعداد للقاء بين أردوغان وبوتين.