الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

لبنان أمام "كابوس" الكوليرا.. وسائل مكافحة محدودة أم إهمال رسمي؟

لبنان أمام "كابوس" الكوليرا.. وسائل مكافحة محدودة أم إهمال رسمي؟

شارك القصة

نافذة ضمن "الأخيرة" تسلط الضوء على تفشي وباء الكوليرا في شمال لبنان (الصورة: غيتي)
يقف لبنان أمام كابوس تفشي وباء الكوليرا حيث أعداد المصابين آخذة بالارتفاع في حين تحاول وزارة الصحة مع المنظمات المعنية تأمين اللقاح وتعميم سبل الوقاية من المرض.

قال وزير الصحة اللبناني، يوم أمس السبت، إن أحد أسباب انتشار وباء الكوليرا في البلاد، هو انقطاع الكهرباء عن محطة المنية لضخ المياه شمال البلاد. 

وحتى يوم أمس سجل لبنان 250 إصابة بالمرض الذي أسفر عن وفاة 7 أشخاص إلى غاية الآن، وسط شكوك في الأرقام الرسمية، في حين أعلنت وزراة الصحة أنها تنتظر وصول 600 ألف جرعة لقاح من منظمة الصحة العالمية، خلال الأسبوعين المقبلين. 

وكشف الوزير فراس الأبيض خلال زيارته مستشفى حلبا شمال البلاد، أن العدد الأكبر من المرضى الذي يتجاوز الـ55 مريضًا هم داخل هذا المستشفى، بالإضافة إلى أكثر من 10 مرضى بالعناية الفائقة، مشيرًا إلى أن "غالبية المرضى في المستشفى هم من بلدة ببنين ومن مناطق عكار"، شمال لبنان. 

"بؤرة تفش"

وتعد بلدة ببنين في محافظة عكار البؤرة الرئيسية للمرض، حيث استُقبِل الوزير بعتب كبير من الأهالي، الذين استنكروا تهميش السلطات للمنطقة، قبل أن يزور مواقع الصرف الصحي حيث يحكى عن اختلاط مياه الشفة فيها بسبب الاهتراء بالبنية التحتية. 

وقال الأبيض في تصريحات لـ"العربي": إنّ "مسألة البنية التحتية لا يمكن حلها خلال أيام، وهذا يتحمل مسؤوليته المعنيون بالأمر، فالصحة تدفع ثمن غياب البنية التحتية، سواء كانت شبكات مياه، أو شبكات الصرف الصحي". 

وينتقل وباء الكوليرا عن طريق المياه، ويُسبّب إسهالًا حادًا يُهدّد حياة المصاب إذا لم يخضع للعلاج.

ويفتقر لبنان الذي يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، إلى مشاريع تأهيل البنية التحتية بفعل غياب التمويل عن تلك المشاريع وسط غياب السيولة، وخسارة الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار الأميركي، الأمر الذي أدى لأزمة في قطاع الطاقة وانقطاع تام للكهرباء عن أغلب أراضيه. 

مكافحة الوباء

من جانبه، أكد بيير أبي حنا، الطبيب المختص في الأمراض الجرثومية، جهوزية 9 مستشفيات بالبلاد لاستقبال مرضى الكوليرا، حيث يعتمد القطاع الصحي على العلاج بالمصل الفموي والوريدي المتوفر في تلك المشافي، إضافة إلى المضادات الحيوية، وعناصر الحماية الشخصية داخلها. 

وأفاد أبي حنا في حديث إلى "العربي"، من بيروت، بأن العاملين في القطاع الصحي اللبناني، يخضعون لدورات تدريبية من الوزراة حول كيفية التعاطي مع هذا المرض، كون الإصابة الأخيرة بالكوليرا التي شهدتها البلاد كانت عام 1993، الأمر الذي يفسر عدم الخبرة الكافية في التعامل مع هذه الحالات. 

بدورها، أكدت فرح ناصر، نائبة المنسق الطبي في منظمة أطباء بلا حدود، ضرورة الحد من انتشار المرض عبر تعزيز سبل الوقاية منه، وهذا ما تعتمده المنظمة من خلال حملات التوعية الميدانية، سواء في مخيمات النازحين السوريين، أو السكان المحليين، وهذا ما تقوم به أطقم المنظمة في أكثر من موقع بلبنان. 

وكان وزير الصحة اللبناني قد أكد أن معظم الإصابات بالوباء متفشّية في أوساط النازحين السوريين، حيث تفيد تقديرات محلية بوجود نحو مليون و800 ألف لاجئ سوري، منهم 880 ألفًا فقط مسجّلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. 

وخلال حديثها إلى "العربي"، كشفت ناصر عن تحضير المنظمة لمستشفى ميداني لاستيعاب حالات أكبر من المصابين في حال تزايدها، حيث أشار أبي حنا إلى وجود مصابين في البقاع وعدد محدود في محافظة كسروان.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close