حذّرت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) اليوم الأربعاء، من أن الأطفال المحتجزين في مخيمات في شمال شرقي سوريا، حيث تقطن عائلات مقاتلي تنظيم "الدولة"، قد يبقون "عالقين" لثلاثين عامًا هناك نتيجة بطء عمليات استعادتهم من بلدانهم.
ومنذ إعلان القضاء على "خلافة" التنظيم قبل عامين، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين في مخيمات، وبينهم آلاف الأطفال، أو مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات، فيما تمتنع بلدانهم عن القيام بذلك.
وقالت المنظمة في بيان: "سيستغرق الأمر ثلاثين عامًا قبل أن يتمكن الأطفال العالقون في مخيمات غير آمنة في شمال شرق سوريا من العودة إلى ديارهم، في حال استمرت عمليات الترحيل على هذا المنوال".
PRESS RELEASE: Children could be stuck in North East #Syria camps #AlHol and #Roj for up to 30 years, unless governments step up. “Instead of bringing them home, governments are denying their responsibilities” - Save the Children https://t.co/LRRD0dqPuv
— Save the Children Global Media (@Save_GlobalNews) March 23, 2022
ويُصادف اليوم الأربعاء، ذكرى مرور ثلاثة أعوام على إعلان قوات سوريا الديمقراطية، ومكونها الرئيس المقاتلون الأكراد، القضاء على "خلافة" التنظيم بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إثر معارك عنيفة في قرية الباغوز الحدودية مع العراق.
فوضى وحوادث أمنية
ويقبع آلاف النساء والأطفال الأجانب من عائلات أفراد التنظيم في أقسام خاصة قيد حراسة مشدّدة، في مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة (شمال شرق). ويوجد 18 ألف طفل عراقي و7300 آخرين من 60 دولة عالقون اليوم في المخيمين، وفق المنظمة.
ويؤوي مخيم الهول وحده، بحسب أرقام الأمم المتحدة، 56 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، بينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب. ويشهد المخيم بين الحين والآخر فوضى وحوادث أمنية.
من جهتها، قالت مديرة مكتب الاستجابة لدى المنظمة في سوريا سونيا كوش: "كلما طالت مدة بقاء الأطفال في الهول وروج، ازدادت المخاطر التي يواجهونها".
والعام الماضي، توفي 74 طفلًا في مخيم الهول بينهم ثمانية تعرضوا للقتل، وفق المنظمة.
ورغم نداءات الأكراد المتكررة، وتحذير منظمات دولية من أوضاع "كارثية" في المخيمين، إلا أن غالبية الدول تصرّ على عدم استعادة مواطنيها، ولم تستجب لدعوة الإدارة الذاتية إلى إنشاء محكمة دولية لمحاكمة القابعين في سجون قواتها.
وتسلمت دول قليلة عددًا من أفراد عائلات عناصر التنظيم، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصًا الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال لا سيما اليتامى من أبناء الجهاديين.