من المتوقع أن يلتقي مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي.آي.إيه" وليام بيرنز مع مسؤولين رفيعي المستوى من إسرائيل وقطر ومصر في روما يوم الأحد المقبل، في مسعى لإتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
جاء ذلك حسبما نقله موقع أكسيوس اليوم الجمعة، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لم يكشف عن هوياتهم.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة، ما خلّف أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وعلى مدار أشهر، تحاول جهود وساطة تقودها قطر ومصر بمشاركة الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلًا للأسرى من الجانبين، ووقفًا لإطلاق النار.
من جهته، نقل موقع "واللا" العبري عن مسؤول إسرائيلي مطلع أنه "لا يتوقع تقدمًا كبيرًا خلال اجتماع روما الأحد، ولا يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن أقنع بنيامين نتنياهو بتخفيف شروطه".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن نتنياهو يريد صفقة لا يمكن تحقيقها وهو غير مستعد للتقدم حاليًا.
حماس تطالب واشنطن بإلزام نتنياهو بوقف الحرب
وفي وقت سابق الجمعة، طالبت حركة حماس الولايات المتحدة بإجبار نتنياهو على وقف الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أنه المسؤول عن تعطيل اتفاق تبادل الأسرى عدة مرات.
جاء ذلك في بيان للقيادي بالحركة عزت الرشق، تعقيبًا على تصريحات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والتي ادّعت فيها حرص واشنطن على الوضع الإنساني بغزة، بينما تقدم بلادها دعمًا مطلقًا لتل أبيب في حربها على القطاع منذ 10 شهور.
واعتبر الرشق "ادعاء الحرص على الوضع الإنساني والحزن على المعاناة التي أصابت أهلنا في غزة، كذبة أميركية متجددة، فلو أرادوا وقف الحرب لأوقفوها، وحجبوا دعمهم العسكري والأمني والسياسي والاستخباري عن الجيش النازي (الإسرائيلي)".
وأضاف: "تبدأ كامالا هاريس حملتها الانتخابية بالأكاذيب الملفقة، المستهترة بحقوق الإنسان التي تدعي حمايتها، وبحق مقاومة المحتل المكفول بالقانون الدولي، وبرؤية منحرفة لصالح الكيان الصهيوني، وضد شعبنا الفلسطيني وحقه في الحياة".
وطالب الرشق "الإدارة الأميركية بالعمل على وقف حرب الإبادة، وهي تعلم أن نتنياهو هو من عطّل الاتفاق مرارًا، ولا بد من الضغط عليه وإلزامه بوقف الحرب الوحشية ضد شعبنا الأعزل".
نتنياهو يرفض رفع العلم الفلسطيني فوق معبر رفح
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة بأن هناك قناعة إسرائيلية متزايدة، تحديدًا عند الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بأنه بالإمكان الانسحاب من كل محور فيلادلفيا، ومن معبر رفح وتسليمه لجهات فلسطينية لم يتم تحديد هويتها، ولكنها ليست حركة حماس ولا السلطة الفلسطينية.
وأضاف أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تشير إلى وجود تقدم كبير في هذا الملف إلى درجة أن النقاشات الآن محصورة في مسألة رفع العلم الفلسطيني في معبر رفح.
وأوضح المراسل أن هذا يعني أن الاحتلال تجاوز كل التحفظات التي كانت موجودة، وأن النقطة العالقة هي رفع العلم الفلسطيني، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدرجة كبيرة جدًا.
وأردف: يبدو أن نتنياهو يتلاعب خلال الساعات الأخيرة بمسألة منع عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، التي هجروا منها شمالي قطاع غزة، عبر تجديد اشتراط منع عودة المسلحين إلى شمالي القطاع".
وفيما لفت إلى أن التسريبات في إسرائيل متضاربة بهذا الخصوص، أوضح مراسلنا أن هذا التضارب ربما يكون مقصودًا من أجل إلحاق نوع من الغضب عند الشارع الفلسطيني أو محاولة التأثير على حركة حماس في المفاوضات.
وتابع أن التسريبات التي تأتي من مكتب نتنياهو معارضة تمامًا لتلك التي تأتي من مكاتب قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لافتًا إلى أن التفاؤل يكون في بعض الأحيان مقصودًا من أجل تهدئة عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين.
كما أشار مراسلنا إلى أن عائلات المحتجزين الإسرائيليين فقدت ثقتها بنتنياهو، وتعد بالتصعيد في الشارع الإسرائيلي في حال لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل.