لا تزال العملية العسكرية البرية التي أعلن جيش الاحتلال إطلاقها الإثنين الماضي، محط جدل طويل بين تأكيدات إسرائيلية بتنفيذ عمليات داخل الأراضي اللبنانية، ونفي "حزب الله" أي تقدّم لإسرائيل.
وللمرة الأولى منذ يومين، أعلن "حزب الله" التصدّي لقوات مشاة إسرائيلية حاولت التسلّل إلى بلدة العديسة من جهة خلّة المحافر والاشتباك معها، مؤكدًا إيقاع خسائر في صفوفها وإجبارها على التراجع.
أين تقع العديسة؟
وتقع العديسة في القطاع الشرقي جنوبي لبنان، قبالة مستوطنتَي مسكاف عام وكفر جلعادي، اللتين أعلنتهما إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.
وشهدت العديسة خلال عدوان يوليو/ تموز 2006، مواجهات ضارية بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي فشل في السيطرة عليها، قبل الانسحاب منها قبيل انتهاء العدوان.
غير أنّ إعلان إسرائيل مستوطنات قبالة القطاع الشرقي مناطق عسكرية مغلقة، ومحاولة التسلّل إلى العديسة اليوم، واستهداف الطريق الرئيسية بين نقطتَي الخردلي وكوكبا بهدف قطع الأوصال ومحاصرة المنطقة، طرح تساؤلات بشأن تركيز إسرائيل على القطاع الشرقي تحديدًا.
وعزا خبراء عسكريون اهتمام إسرائيل بهذه المنطقة، إلى كثافة الصواريخ التي أطلقها "حزب الله" من القطاع الشرقي باتجاه الجولان السوري المحتلّ، وكريات شمونة، وصفد، وطبريا، وغيرها من المناطق الواقعة قبالته.
وخلال الساعات الماضية، ركّز "حزب الله" على استهداف مواقع عسكرية للاحتلال مقابل القطاع الشرقي في جنوب لبنان، حيث قصف بالصواريخ تجمعات كبيرة للاحتلال في مسكاف عام، والمطلة، وبين موقعَي الرمثا والسمّاقة في مرتفعات كفرشوبا ومرابض الزاعورة.
كما استهدف "حزب الله" تجمعات لجنود الاحتلال في شتولا، وشوميرا، وأفيفيم، وغيرها من المواقع قبالة القطاعين الغربي والأوسط، في خطوة يرى خبراء أنّ توقيتها مؤشر على استعداد "حزب الله" لأي غزو عسكري محتمل.