أدى العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى استشهاد عائلات لبنانية بأكملها. وكانت الغالبية العظمى من الشهداء من العزّل الآمنين، الذين كانوا في منازلهم.
ومن بين هؤلاء قاسم القاضي، الذي فقد 17 شخصًا من عائلته بين زوجة وأبناء وأحفاد، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في منطقة زبود شرق لبنان.
ولم يبقَ من العائلة سوى قاسم (57 عامًا) وابنه الجندي حسين الذي نجا من الموت، بعدما توجّه إلى خدمته العسكرية قبل الغارة.
وفيما كان هائمًا بسيارته مع ابنه الوحيد الذي تبقّى له، قال قاسم في اتصال مع فرانس برس: "لم أجد إلا أشلاءهم، كانوا 17 شخصًا، بينهم خطيبة ابني وأمها وزوجتي، أولادي الذكور الثلاثة وابنتي زينب (22 عامًا) وفاطمة (18 عامًا)، وسبعة أحفاد أكبرهم يبلغ من العمر تسع سنوات وأصغرهم عامان ونصف العام".
وفوق خسارته التي لا تعوّض، يجد الرجل المكلوم نفسه مشردًا مع ابنه.
وقال للوكالة: "لا مكان ننام فيه سوى الحقول والبساتين. لم يبق لنا بيت، أنا مشرّد على الطريق، إلى أين نذهب؟".
أما ابنه حسين (25 عامًا)، فيقول إنّه عاجز عن استيعاب الصدمة، حيث فقد إلى جانب عائلته خطيبته حيث كانا يستعدّان لزواج طال انتظاره منذ سنوات.
وقال حسين بتأثّر: "كنا سنتزوّج في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، لكنّها رحلت قبلي، رحلت في مجزرة، لا أعرف ماذا أقول".
أمر لا يصدق
وتوالت أخبار مماثلة عن عائلات استشهد معظم أفرادها في جنوب وشرق لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن أربع حالات مماثلة على الأقلّ في الأسبوع الأخير.
على غرار قاسم، خسرت نجاح دياب 10 أفراد من عائلتها أمس الإثنين، بعدما أغارت طائرات حربية معادية على منزل ودمّرته في قرية الداوودية في جنوب لبنان.
وفقدت نجاح جراء الغارة والدتها وشقيقتها مع ابنتها وأشقاءها الأربعة مع عائلة أحدهم وابن عمها.
وبينما لا تزال تحت الصدمة، قالت دياب: "أهلي مدنيون، لا ناقة لهم ولا جمل. والدتي مسنة كانت تبلغ 75 عامًا ولا تخرج من المنزل، أما أخي الكبير (54 عامًا) فهو عاطل عن العمل ومريض".
وأضافت: "لم يبقَ لي إلا ابن شقيقي الأكبر، وهو طالب جامعي".
وأدّت الغارة إلى دمار مبنى من أربع طبقات. وأوضحت نجاح: "انهار المبنى تمامًا، وتقطّعت أجسادهم، جمعناهم أشلاء".
وأضافت: "الأمر لا يُصدّق، كلهم مدنيون".